نبذة عن حياة الكيميائي “ديفي”
1999 تاريخ الكيمياء
صلاح محمد يحياوي
KFAS
الكيميائي ديفي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
همفري ديفي كيميائي وفيزيائي بريطاني يحمل لقب "سير" بعد أعظم العلماء البريطانيين في جميع العصور.
استخدم التحليل الكهربائي أو الكهرلة ELECTROLYSIS في حل المركبات الكيماوية. عزل المعادن القلوية والقلوية الترابية، فقد اكتشف الصوديوم والبوتاسيوم عام 1807م، والمغنزيوم والباريوم والبور عام 1808م.
ابتكر مصباح الأمان ذا الشبكة المعدنية لعمال المناجم لتحاشي انفجارات غاز المناجم، واكتشف القوس الكهربائية والخاصيات الوساطية للبلاتين المسحوق أو المجزأ وذلك عام 1817م.
عُرف همفري ديفي عالمياً بأنه مخترع مصباح الأمان لعمال المناجم، إلا أنه حقق بالإضافة إلى ذلك اكتشافات هامة عن خاصيات الغازات، وبخاصة منها تحت أكسيد الآزوتي N2O الملقب خطأ بالاسم "الغاز الضاحك" والذي كان ينبغي أن يكون "الغاز المضحك".
أما الإسهام الرئيس لديفي في العلم فهو حصوله على وسيلة لفصل المعادن نم مركباتها بإجراء يدعى "الكهولة" أو "التحليل الكهربائي" ELECTROLYSIS.
ولد ديفي في قرية للصيادين في بنزانس على الشاطئ الجنوبي الغربي من انكلتره، وقد أظهر منذ كانطفلاً ألمعية وتوقد ذهن. وعلى الرغم من ذلك فقد أصر والداء على أن يتبع دراسة يتعلم فيها مهنة عملية، وشجعاه على دراسة الطب.
وهكذا التحق وهو في السابعة من عمره أجيراً لدى جراح وصيدلي محلي، وذلك بقصد أن يغدو طبيباً.
وبعد سنوات قليلة تحول اهتمامه من الطب إلى الكيمياء، وسرعان ما نمت لديه آراء شخصية حاسمة عن بعض أكثر المواضيع العلمية أهمية في زمانه.
وكانت دراسة الغازات تستهويه خاصة، وسرعان ما طبقت شهرته الآفاق العالمية في هذا المجال.
من أولى اكتشافات دفي غاز يدعى تحت أكسيد الآزوتي مركب من الأكسيجين والآزوت (النتروجين).
وكان ديفي معتاداً على استرواح ما ينتج لديه من مركبات مجهولة عند اختبارها، فوجد أن للغاز خاصيات قليلة الشيوع، إذ ما إن استنشقه حتى شعر بإحساس بالانشراح، ثم أخذ يفقد التحكم بانفعالاته تدريجاً حتى كاد يفقد الوعي بعد أن انطلقت من فمه.
وعلى الرغم منه، ثلاث ضحكات، وقد تضمنت التقارير التي كتبها فيما بعد عن تأثيرات الغاز الضاحك أو المضحك إمكان استعمال هذا الغز مبنجاً كيماوياً. وكان هذا الاكتشاف وراء تسمية ديفي محاضراً في المعهد الملكي في لندن.
قرأ ديفي – خلال عمله في هذا المعهد – التقارير المكتوبة عن تقنية اكتشفت حديثاُ تدعى الكهولة أو التحيلل الكهربائي، والتي تمكن من تحليل الماء إلى عنصريه: الهيدروجين والأكسيجين. وكان قوام التقنية إدخال مسريين في سائل وإمرار تيار كهرابئي.
وتساءل ديفي عن إمكان تفكيك مواد أخرى بهذه الطريقة!.. ثم قام بالاختبار بادئاً بصنع مركم أو مدخرة (بطارية) كهربائية كبيرة، كانت أكبر مدخرة أنشئت حينئذ. واتعملها في سلسلة من التجارب على مركبات معدنية شائعة.
فكانت النتائج مباشرة ومدهشة إذا تكونت – عند إمرار التيار الكهربائي عبر البوتاس المطحون – كريات من معدن أطلق عليه اسم "البوتاسيوم". وحصل بعد ذلك بقليل على الصوديوم من الصود، ثم عزل في السنة التالية "الاسترونسيوم" و "الكلسيوم"، و"المغنزيوم" و "الباريوم".
وكان اكتشاف هذا العدد من المعادن الجديدة عملاً عظيماً بحد ذاته، ناهيك عن كونه إسهاماً ي جعل الكهرلة (التحليل الكهربائي) إجراء صناعياً.
ولا تزال الكهرلة الإجراء الكثير الاستعمال لفصل المعادن من المركبات المعدنية التي تحويها، كما لا تزال طريقة الحصول على الصوديوم بدءاً من الصود، والتي كان ديفي قد شرع بها، الطريقة الأكثر شيوعاً في عزل الصوديوم حتى يومنا هذا.
حقق ديفي شهرة علمية، أما الإعجاب الشعبي الذي حظي به فكان نتيجة لاختراعه نمطاً جديداً من المصابيح لعمال المناجم، إذ كان انفجار جيوب الغازات الجوفية أحد أكثر أسباب الموت شيوعاً في المناجم في عهد ديفي، فالغازات كانت تشتعل بتماسها للهب شموع عمال المناجم.
وكان أكثر هذه الغازات شيوعاً غاز المتان الذي كان عنيداً على الكشف لأنه عديم الرائحة. وما كان الخطر يحيق بعمال المناجم إلا عندما يبلغ تركيز الغاز نقطته الحركة، وعندئذ كان العمال يجدون أنفسهم وقد لَفَّهُم اللهب.
وفي عام 1815م توجهت شركة تأمين متخصصة بمشكلة التأمين في المناجم إلى ديفي تطلب إليه إرشادها وسرعان ما تبين لديفي عندما تناول المشكلة الدراسة أن أصلها كامن في درجة الحرارة المرتفعة للهب الشموع، وأنه لو أتيح التوصل إلى جعل درجة حرارة الضوء أخفض من نقطة اشتعال بعض الغازات كالمثان لأمكن تفادي الانفجارات.
وأخيراً وجد ديفي طريقة لتبديد حرارة اللهب المرتفعة بإحاطة اللهب بشبكة معدنية، فالشبكة تتيح مرور الأكسجين الضروري لتغذية اللهب، ويبدد سطحها الحرارة، فيبقى تحت نقطة اشتعال الغازات واستنبط ديفي فائدة إضافية من ضوء اللهب، هي أن ضوءه يغدو مزرقاً عند احتواء الوسط على غاز المتان، وهذا بمثابة تحذير لعمال المناجم من الخطر.
لقد أنقذ "مصباح ديفي" – وهذا هو الاسم الذي عرف به – حياة الكثيرين، وأكسبه إعجاب جمهور لا يعرف إلا القليل جداً من اكتشافاته العلمية الأخرى.
كان ديفي قليل الاعتناء بنفسه، فقد أورثه استرواحه للمنتجات المجهولة – يقصد اختبارهم – السقم، واعتلال الصحة، وغدا وهو في الثالثة والثلاثين من العمر معوقاً جزئياً.
وقد قام – بجهد قانط لاستعادة صحته – برحلات عديدة في القارة الأوربية وفي عام 1829م قضى ردحاً من الزمن في روما مكتشفاً نفسه، وقد عبر عن ذلك بتهكم كئيب "كخرابة بين الخرائب" وغانى بعد اشهر قليلة من ذلك سلسلة من الهجمات الشالة قضى نحبه على أثرها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]