شخصيّات

نبذة عن حياة المجاهد “عمر المختار”

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

المجاهد عمر المختار شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

عاش المجاهد الليبي عمر المختار في المدة إلى 1931، وقضى جزءا كبيرا من حياته مجاهدا ضد الاستعمار الإيطالي.

احتلت إيطاليا ليبيا سنة 1911 عندما عجزت الدولة العثمانية عن استمرار سيطرتها على ليبيا. وقد شهد عمر المختار، منذ أن كان طفلا يتيما من أسرة فرحات من قبيلة بريدان، عدم تمتع بلاده بالحرية والأمان.

وعندما أكمل تعليمه أصبح شيخ زاوية القصور، واجتمع حوله الناس لأخلاقه ورغبته الصادقة في أن يرى بلاده حرة.

 

ومع وقوع الهجوم الإيطالي قام مع الليبيين بدور كبير في محاربة الإيطاليين. وفي سنة 1913 استطاع الثوار الليبيون الاستيلاء على بعض المناطق في برقة وطرابلس.

كان عمر المختار وقتذاك قد تجاوز سن الخمسين. ولقد كتبت عنه إحدى الصحف الإيطالية: «إنه أشجع الرجال وأجرؤهم وأعرقهم في التجرد والإخلاص».

وفي سنة 1918 أصبح عمر المختار زعيم الحركة الوطنية. وعندما اشتدت ضربات الاستعمار الإيطالي لأبطال الحرية من الليبيين هاجر عدد من زعماء ليبيا إلى مـصر للنجاة بأنفسهم من الموت المحتم، فلحق بهم عمر المختار سنة 1923 يطلب منهم العودة إلى ليبيا لمواصلة الجهاد ضد الاستعمار الإيطالي.

 

وعندما حاول البعض أن يقنعه بالبقاء في مصر قال عمر المختار عبارته المشهورة: «إنني أفضل أن أموت شريفا، وسيفي في يدي، على أن أموت في فراش الدعة الممزوجة بالذل والعار».

واشتدت حركة الجهاد الليبي وضرباتهم لأماكن الإيطاليين لدرجة أن السلطة الإيطالية أقامت سورا حول بنغازي لحمايتها من هجمات المجاهدين.

فقاد عمر المختار حربا ضروسا ضد العساكر الإيطاليين سنة 1928، فحاصره الإيطاليون شمال ليبيا وقطعوا الطريق الشرقي المؤدي إلى مصر والذي كان معبرا أساسيا للإمدادات التي كانت تصل إلى المجاهدين الليبيين.

 

ولكن الزعيم الليبي عمر المختار لم يتراجع، وواصل ضرباته ضد الإيطاليين حتى أوقع بهم خسائر فادحة في الأموال والأرواح.

وعندما عرضت عليه الحكومة الإيطالية أن يترك الجهاد ويبقى مسالما في برقة أو مصر أو الحجاز مع إعطائه مرتبا ماليا ضخما، مع ضمان حسن المعاملة، رفض ذلك وصمم على الاستمرار في الجهاد ضد الاستعمار.

وعندما عين زعيم إيطاليا موسوليني القائد الجنرال جرازياني حاكما لليبيا اشتدت القبضة الإيطالية على ليبيا، فقد عرف الحاكم الجديد ببطشه وجبروته وتعسفه. ونشبت المعارك العديدة بين الإيطاليين والمجاهدين منذ ذلك التاريخ (1930).

 

واستعان الجنرال جرازياني بالطائرات للقضاء على حركة الجهاد الوطنية الليبية. وتركزت المقاومة الوطنية بقيادة عمر المختار في الجبل الأخضر بعد أن قتل الكثيرون من المجاهدين معه حتى وقع هو نفسه في الأسر في سبتمبر سنة 1931م، ثم نقل تحت حراسة مشددة إلى بنغازي.

وتمت محاكمة عمر المختار في محكمة صورية مكونة من القضاة الإيطاليين، وصدر الحكم بإعدامه، ولم تستغرق تلك المحاكمة في جلستها الصورية تلك أكثر من ساعة واحدة.

 

وفي يوم الأربعاء 4 من جمادى الأولى سنة 1350هـ، الموافق: 17 سبتمبر سنة 1931م، أعدم المجاهد البطل الليبي عمر المختار شنقا. ورثاه أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدة كبيرة مطلعها:

ركزوا رفاتك في الرمال لواء

                                        يستنهض الوادي صباح مساء

يا ويحهم! نصبوا منارا من دم

                                       يوحي إلى جيل الغد البغضاء

ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد

                                        بين الشعوب مودة وإخاء

جرح يصيح على المدى، وضحية

                                       تتلمس الحرية الحمراء

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى