نبذة عن حياة المخترع “ألكسندر جراهام بل”
1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المخترع ألكسندر جراهام بل شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
اشتهر «ألكسندر جراهام بل» باختراعه الهاتف (التليفون)، الذي نراه اليوم شيئا مألوفا، ولكنه عند اختراعه عام 1876، كان حدثا مهما وشيئا غريبا.
والعجيب أن «بل» لم يكن في أول الأمر يهدف إلى اختراع هاتف، وإنما كان يريد اختراع جهاز يساعد البكم الذين لا يستطعيون السمع او الكلام (المفرد: أبكم، والأنثى: بكماء).
ولد «ألكسندر» في اسكتلندا عام 1847، ولما شب تعلم من أبيه الاهتمام بتعليم البكم وتدريبهم على الكلام
وفي عام 1870 انتقل إلى كندا، ولكنه هاجر منها سريعا إلى بوسطن، بالولايات المتحدة الأمريكية.
وابتكر ألكسندر، أو «بل» وهو الاسم الذي اشتهر به، طريقة لكتابة الأصوات في صورة مجموعة من العلامات ليساعد البكم على نطق الأصوات، التي لا يسمعونها، بطريقة صحيحة.
ودرس «بل» «علم الكهرباء»، الذي كان شيئا جديدا ومثيرا في تلك الأيام، وذلك لأنه أراد ان يرسل علامات البكم بطريقة إرسال البرقيات (التلغرافات) التي اخترعها «مورس».
ثم اخترع «بل» جهازا له بوق، إذا نطق الأبكم فيه، رسم صورة صوته في شكل خط متعرج، وبذلك يستطيع أن يرى صورة صوته، الذي لا يسمعه، ويصحح ما فيها من أخطاء.
ولم ينجح هذا الجهاز كثيرا، ولكن «بل» قرأ عن التجارب التي أجراها عالم ألماني اسمه «فيليب ريس» عن الأصوات والكهرباء.
وقد أظهرت تلك التجارب أن الأصوات إذا أثرت في غشاء رقيق جعلته يهتز بدرجات متناسبة مع تلك الأصوات (مثل طبلة الأذن) واهتزاز الغشاء أماما وخلفا يمكن أن يفتح دائرة كهربائية ويقفلها على التوالي، وبذلك يمر في الدائرة تيار متقطع يقابل الصوت الذي أحدث الاهتزاز.
وهنا فكر «بل» في أن يرسل الأصوات في الأسلاك، مستعينا بالكهرباء، بطريقة تشبه طريقة «مورس» في إرسال البرقيات (المكونة من النقط والخطوط القصيرة) ولكن بدلا من «الطقطقة» التي نسمعها من جهاز استقبال البرقيات.
تصور «بل» الفكرة الآتية: إذا جعلنا صوتا يحدث ذبذبة في غشاء رقيق في جهاز الإرسال، أحدثت هذه الذبذبة تيارا كهربائيا متفقا معها، كما شرحنا.
فإذا انتقل هذا التيار إلى جهاز الاستقبال عبر الأسلاك، يمكننا أن نجعل هذا التيار يحدث اهتزازا في غشاء رقيق فيه، فيصدر منه صوت يقابل الصوت الأول الذي أحدث التيار في جهاز الإرسال.
وهكذا تولدت عند «بل» فكرة «الهاتف» (أو «التليفون»، ومعناها: صوت من بعيد). واستمر «بل» يجري تجاربه ويكرر محاولاته، حتى سمع ذات يوم أصواتا غير واضحة تأتي إليه عبر الأسلاك من الغرفة التي يعمل فيها مساعده وصديقه «واطسون».
ففرح «بل» فرحا شديدا، وأخذ يحسن الجهاز الذي ابتكره، حتى تمكن في اليوم العاشر من مارس عام 1876، من أن يخاطب مساعده، عبر الأسلاك، قائلا: «يا سيد واطسون، تعال إلي، فأنا أريدك». فكانت هذه هي أول جملة في التاريخ تسمع عن طريق جهاز للتخاطب المباشر عن بعد.
واعلن «بل» نبأ اختراعه، فسبق بذلك «توماس إديسون»، الذي كان يعمل في الوقت نفسه على اختراع هاتف. وكن إديسون لم يصب بإحباط، بل استمر في عمله حتى تمكن من اختراع جهاز إرسال أقوى من جهاز بل.
وتصالحت شركة «إديسون» وشركة «بل»، فأصبح الهاتف مكونا من جهاز إرسال «إديسون» (وهو الجزء الذي نتكلم أمامه) وجهاز استقبال «بل» (وهو الجزء الذي نضعه على أذننا).
ونتعلم من قصة اختراع «بل» للهاتف أن اهتمامه الأصلي بغرضه الإنساني النبيل، وهو مساعدة البكم، وحرصه على الإتقان وبـ الإبداع فيه، ثم صبره ومثابرته، قد أدى به كل هذا إلى اختراع إنساني عظيم.
بل الواقع أن «ألكسندر بل» لم ينس البكم بعد اشتهاره وغناه، فقد استخدم الجائزة المالية الكبيرة التي منحتها إياه حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في إنشاء مختبر خاص بأدواتهم ورعاية شؤونهم.
وقد كانت لبل اهتمامات أخرى، فقد اهتم بتربية الأغنام، وبالطيران والطائرات، وبالقوارب ذات المحركات! ولكن اسمه لا يقترن عادة إلا باختراعه العظيم: الهاتف.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]