شخصيّات

نبذة عن حياة وإنجازات العالم “بنجامن فرانكلن”

2016 عصر الثورة العلمية

جون كلارك

KFAS

شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

مثل بنجامن فرانكلن شخصية مركبة أتسمت بمزيج غير عادي من رجل الدولة ورجل العلم.

فقد لعب دوراً هاماً في تطور الولايات المتحدة حديثة الولادة كما صنع إنجازات مهمة في علم الفيزياء. كما أنه كان مبتكرا موهوبا ومازالت بعض اختراعاته قيد الاستخدام في العالم.

ولد بنجامن فرانكلن في مدينة بوسطن لعائلة تضم ١٧ طفلاً وترك المدرسة عند بلوغه سن العاشرة. وبعد سنتين التحق مساعداً لأخيه جميس للعمل في المطبعة. ببلوغه سن الثامنة عشر تولى فرانكلن نشر صحيفة نيوانجلتد كيورانت التي أسسها أخوه.

لكنه لم يستمر في عمله هذا طويلا إذ انتقل إلى مدينة فيلاديلفيا ليؤسس مطبعته الخاصة. ارتحل فرانكلن عام ١٧٢٤ إلى إنجلترا ليعود بعد سنتين وينشر المجلد الأول من مؤلفه تقويم الفقير ريتشارد عام ١٧٣٣، ضم مجموعة من المقالات في شتى الموضوعات بهدف «نشر التعاليم بين عامة الناس».

 

تقلد فرانكلن عدداً من المناصب العامة كما ساهم في كتابة وثيقة الاستقلال عام ١٧٦٦. سافر فرانكلن إلى باريس لجمع التأييد الدولي للقضية الأمريكية خلال حرب الاستقلال، وخلال تواجده هناك شاهد استعراض رحلة البالون الحار للأخوين مونتغولفاير عام ١٧٨٣. كان فرانكلن من المؤيدين الصلبين لإلغاء العبودية، وتقاعد من الحياة العامة عام ١٧٨٨.

أجرى فرانكلن خلال مراحل حياته عدداً من التجارب العلمية. ودون ريب فإن أشهر تجاربه كانت أخطرها على الأطلاق وأجراها عام ١٧٥٢. في هذه التجربة ربط فرانكلن مفتاحاً معدنياً بخيط مبلول لطائرة ورقية طيرها خلال حدوث عاصفة رعدية.

نتيجة لذلك سرى «سائل» كهربائي من الرعد عبر الخيط المبلل والمفتاح المعدني المتصل من طرفه الآخر بقارورة لايدن (نوع بدائي من المكثفات الكهربائية). وبذلك برهن فرانكلن على الطبيعة الكهربائية للرعد وصك مصطلحا «الموجب» و«السالب» للترميز إلى نوعي الشحنات الكهربائية الساكنة.

 

من المفارقات أن عدداً من العلماء في أوروبا لقوا حتفهم بإصابتهم بشرارة الرعد عند محاولتهم إعادة إجراء تجربة فرانكلن. من جانبه نجى فرانكلن من الكارثة بتصميمه طريقة لوقاية نفسه من الشرارة الكهربائية.

ابتكر فرانكلن، كوسيلة وقاية، عمود الرعد، وهو سلك مدبب مصنوع من مادة موصلة يوضع فوق سطح البناية ويتصل بالأرض من خلال سلك معدني غليظ متصل من طرفه الآخر بلوح معدني مدفون تحت التراب.

 والجدير بالذكر أن جميع المباني الشاهقة يعلوها اليوم عمود الرعد. فسر فرانكلن نتائج تجربته باعتبار السحب الرعدية سحباً مشحونة كهربائيا، من جانب آخر توصل إلى أن الشفق الشمالي ظاهرة كهربائية بطبيعتها.

«ليس هناك في الحياة من حقيقة سوى الموت والضرائب»

في إجابته على سؤال حول فائدة بالون الهواء الساخن

«ما فائدة الطفل حديث الولادة»

 

كان لفرانكلن اهتمامات علمية أخرى. فعلى نقيض رأى معاصريه رفض النظرية الجسيمية للضوء التي كان نيوتن ينادي بها مفضلا النظرية الموجية لمدرسة روبرت هوك وآخرين.

كما اقترح أن تسخين الهواء قرب سطح الأرض يؤدي إلى تمدده واندفاعه نحو الأعلى بشكل لولبي، مسبباً الأعاصير البرية والأعاصير الدوامية في المحيطات.

علاوة على ذلك عكف فرانكلن على دراسة التيارات المائية في الخليج، وهي تيارات مياه دافئة تجري عبر المحيط الأطلسي.

واقترح أن يقوم ربابنة السفن باستخدام الثرمومترات لتحديد اتجاه التيارات والاستفادة منها في الإبحار (أو لتجنبها اعتماداً على مسار الإبحار). وعلى شرفه وتخليدا لذكراه أسس معهد فرانكلن في مدينة فيلاديلفيا عام ١٨٢٤.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى