نجم “الكلب”
1995 أمراض لها تاريخ
حسن فريد أبو غزالة
KFAS
نجم الشعري اليمانية هو أكثر النجوم سطوعاً وبريقاً في السماء وأكثرها لمعاناً، يدخل ضمن مجموعة كوكبة الكلب الكبير، وظهوره يكون أكثر وضوحاً عندما تدخل الشمس برج الأسد فيما بين 24 يوليو و 23 أغسطس، وهذا هو أكثر أوقات السنة حرارة وجفافاً في نصف الكرة الشمالي من الأرض.
يقولون فيه إنه القزم الأبيض الذي تزن البوصة الواحدة المكعبة منه حوالي الطن لارتفاع كثافته النسبية، يقدرون بعده عنا– نحن أهل الأرض – بحوالي ثماني سنوات ونصف السنة الضوئية.
وقد كان قدامى المصريين لهذا يعدون ظهوره بشيراً بمقدم موسم فيضان نهر النيل العظيم الذي يصادف شهر أغسطس من كل عام، فيما كان الإغريق يرون فيه بداية معاناتهم من فصل حار جاف؛ لهذا كان هؤلاء الإغريق يسمونه بالنجم المُحرق، غير أن شاعرهم المشهور "هوميروس" يلقبه بالنجم الشرير!.
ونظراً لموقعه في السماء عند أقدام النجم الذي عُرف عند أهل الفلك منهم بالصياد، فقد كان يطلق عليه النجم "الكلب" لأن تبعيته للصياد بمثابة تبعية الكلب للإنسان.
والبابليون – وهم من اشتهروا بين الحضارات الأولى بعلم الفلك – كانوا يؤمنون بما آمن به الإغريق أيضاً وكذلك كان الرومان من بعدهم وهم الذين سموه عندهم نجم الكلب (Canis)، فكانوا يطلقون على أيام القيظ اسم أيام الكلب، فهي أكثر أيام العام حرارة وجفافاً تحمل إليهم معها الأمراض والعلل.
لهذا كانوا يرون في نجم الكلب هذا "الشعري اليمانية" نجماً شريراً منحوساً يخافون منه ويتقون شره، فيقدمون له من جثث الكلاب قرابين وضحايا.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]