نظام براءات الاختراع الكندي للمواد المهندسة وراثياً
2014 البذور والعلم والصراع
أبي ج . كينشي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة
في كندا كانت أول براءة اختراع يمنحها مكتب براءات الاختراع في عام 1982م لهندسة ميكروب وراثياً(2).
فبالإضافة إلى براءات الاختراع على المواد المهندسة وراثياً، اعتمدت كندا قانوناً لحقوق مربّي النباتات (PBR) من خلال وسائل التربية المعهودة للنباتات رسمت سياسات جديدة تتعلق بالحقوق الفكرية للبذور، تم وضعها للتنفيذ في عام 1990م.
فنظام حقوق مربّي النباتات الكندي يُعطي حقاً احتكارياً محدوداً لفترة ثماني عشرة سنة لمربي النباتات، لغرض البيع، والإكثار، واستخدام البذور التي طوّروها.
ووفق أحكام هذا القانون، يسمح للمزارعين بحفظ البذور من النباتات التي تنمو من البذور التي غطّاها قانون مربي النباتات ويمكن إعادة استخدامها، ولكن لا يسمح لهم ببيع تلك البذور(3).
فنظام براءات الاختراع الكندي لا يتضمّن أحكاماً تُعطي الشعب حق الاعتراض على براءة الاختراع على أسس دينية، أو أخلاقية، أو اجتماعية(4).
فالمحامية والناشطة البيئية في جمعية القانون البيئي الكندية ميشيل سويرانشوك (Michelle Swenarchuk) قد لاحظت عدم وجود نقاش عام حول «براءات اختراع الحياة»: كندا الآن بحاجة ماسّة اليوم لما كان ينبغي أن يحدث قبل الموافقة على براءات اختراع الحياة قبل عشرين عاماً؛ مناقشات عامة بالكامل لا تكون بين الخبراء القانونيين والحكوميين العلميين والأخلاقيين فحسب، بل مشاورات ملائمة موسعة مع كل الكنديين.
وينبغي أن تشمل تلك النقاشات دراسة ذات مصداقية لآثار مجمل براءات اختراع الحياة، مما يؤدّي إلى إصلاح القانون، ويُعيد توازن القانون لاتفاق أفضل، غرضه اجتماعي أصيل في نظام براءات الاختراع الملائم للقيم الكندية المعاصرة(Swenarchuk and Canadian Environmental Law Association 2003).
حاولت الحكومة الكندية تشجيع المشاركة الشعبية العامة في نظام براءات الاختراع، إلا أنها تعرّضت لانتقادات من قِبل الجماعات الناشطة التي لم تنظر إلى تلك العملية على أساس أنها فعلياً مفتوحة.
ففي عام 1999م، أنشأت الحكومة الكندية اللجنة الاستشارية الكندية للتكنولوجيا الحيوية (Canadian Biotechnology Advisory Committee: CBAC)، وهي لجنة خبراء مكلفة بتقديم المشورة وتسهيل الحوار مع العامة بشأن قضايا [رسم] سياسات التكنولوجيا الحيوية.
وكان أحد المشاريع الرئيسية لهذه اللجنة، هو التشاور لاستطلاع آراء الجمهور بخصوص الملكية الفكرية وتسجيل براءات الاختراع لـ «أنماط الحياة العليا» (Higher Life-Forms).
فقد دعا كلٌّ من منظمة السلام الأخضر، والمجلس الكندي والمجلة الزراعية الكندية الشهرية رامز هورن (Ram’s Horn)، إلى مقاطعة هذه العملية التشاورية، لكونهم «يرون هذه الورشة العملية كفخ مشاركة محتمل.
أي أن المنظمات غير الحكومية اشتبهت بأن تستخدم اللجنة الاستشارية الكندية للتكنولوجيا الحيوية المشاركة في الورشة العملية كأساس لإعطاء مشروعية لتوصيات مهما كانت تلك التوصيات».
وخلُص أحد المحلّلين لهذه القصة أن النشطاء «قد حدّدوا المشكلة الأساسية لـ «الديمقراطية الاستطرادية المحضة»(Purely Discursive Democracy) في ظلّ ظروف من العلاقات غير المتكافئة(5) (Prudham and Morris 2006, 162).
بعبارة أخرى، اعترفت [هذه المنظمات] أنه حتى وإن شاركت، فإن الجهات الفاعلة القوية في صناعة التكنولوجيا الحيوية والزراعة سيكون لها تأثير كبير في النتائج.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]