التاريخ

هروب داروين من معركة كتابه “أصل الأنواع”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

داروين كتاب أصل الأنواع التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

أين … داروين؟!

كان هناك … بعيداً عن ساحة الوغى والمنازلات ساحة الاشتباك بالمناقشات والمجادلات والتراشق بالألفاظ والكلمات.

لقد كان داروين رجلاً معتكفاً خجولاً بطبعه وعزوفاً عن الدخول في مشاداتٍ ومشاحنات.

حقاً لقد ألَّف كتاباً عن التطور، ولكنه – في نظره- بمثابة رسالة علمية لا ينتظر لها مؤلِّفها أكثر من أن (تُدفن) في مهابةٍ وإجلال في تراب إحدى مكتبات التراث إلى جوار غيرها من (الموتى) المبجَّلين!.

ولذلك فقد انتابته الدهشة وأفزعته تلك الثورة الجامحة والضجة الكبرى التي أثارها كتابه. ثم ها قد جاء إليه أصدقاء مخلصون، من مثل هكسلي العنيد، يحمونه من غضبة خصومه.

ولم يكن داروين – بطبيعته – مقاتلاً، بل كان مستغرقاً بكل كيانه في التسلِّي بطيوره وضفادعه وحشراته ونباتاته لدرجة أصمَّته عن سماع هزيم الرعد الذي أطلقه من عقاله بأفكاره الجديدة الجريئة.

والآن وقد انطلقت العاصفة بكل قوتها هائجة مائجةً، فقد صار أكثر قناعةٍ بأن يبتعد عن طريقها مرتحلاً عن لندن وتاركاً ميدان المعركة لمن هم أجرأ منه وأقدر على الحرب والنزال!.

وإذا أضفنا إلى كل ذلك عودة داروين من رحلته التاريخية مريضاً مسهداً بسبب لسعة بعض الحشرات السامة له، لاكتملت لدينا أسباب ابتعاده تاركاً الساحة للقادرين عليها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى