السلام عليكم .. في الحلقة قبل الماضية بدأنا سلسلة البحث عن المخلوقات الخارجية .. و شرحنا التطور التاريخي و العلمي لهذه المسألة .. و في حلقة اليوم نستكمل البحث و سنخوض في واحدة من اكثر المحاولات المنطقية لتحديد و تقنين اعداد الحضارات او المخلوقات الخارجية في مجرتنا درب التبانة و هي محاولة البحث من خلال معادلة دريك الشهيرة جدا ،، حيث سنحلل عناصرها الرئيسية واحدة تلو الأخرى لكي نستوعبها و نعرف مدى صعوبة او سهولة التوقع في وجود مثل هذه المخلوقات .. و قبل ذلك انوه بان هذه الحلقة من البودكاست تتآيكم برعاية من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي .. مؤسسة الكويت لديها العديد من البرامج و الكتب العلمية الشيقة و المناسبة لجميع الاعمار و جميع التخصصات .. تابعوهم و اختاروا ما يناسبكم .. و من الإصدارات الفلكية sky at night العريقة و الجميلة في مجال الفلك حيث تم ترجمتها الى اللغة العربية ببراعة و جودة عالية جدا .. انصح الجميع باقتنائها .. تسجيل هذه الحلقة ربما يكون اصعب تسجيل مر علي بسبب اصابتي بفايروس الكورونا و لله الحمد تشافيت من كل الاعراض و عدت الأمور على خير و لكن ربما شوي الصوت يكون متغير لدي صعوبة بسيط بالتنفس و ضبط مخارج بعض الحروف والكلمات سامحوني عليها .. و اما الان فهيا بنا نحاول مع العالم دريك بتحليل معادلة المخلوقات و الحياة الذكية خارج الكرة الأرضية..
في عام ١٩٦١ كان هناك تجمع غير رسمي لعدد من العلماء المهتمين بمسألة البحث عن الحياة خارج الكرة الأرضية ،، و كان من بينهم العالم الفلكي فرانك دريك .. و في ذلك الاجتماع اقترح دريك معادلة من شأنها التنبأ بعدد الحضارات الذكية الموجودة في مجرة درب التبانة .. كان الاقتراح في ذلك الوقت صادم و جريئ .. ولكنه مهم جدا لتجزي اللامعلوم او مسألة كبيرة جدا مجهولة مثل وجود المخلوقات الخارجية من عدمه و تقسيمها الى مجموعة من العوامل الصغيرة التي بمتناولنا نوعا ما تحليلها و تفكيكها للخروج بأفضل النتائج المنطقية الممكنة .. المعادلة كتبتها في وصف الحلقة يمكنك قرائتها الان حتى نفكك كل عامل على حدة .. فالحرف N يرمز الى عدد الحضارات الموجودة و القادرة على التواصل معنا .. و هي المجهول في المعادلة و المراد الوصول له .. بعد ذلك تأتي مجموعة من العوامل مضروبة ببعضها البعض و التي من المفترض ان تأتينا بتقريب لحقيقة وجود المخلوقات الخارجية من عدمها .. فاول حرف R يرمز الى معدل ولادة النجوم في مجرتنا .. f(p) هي نسبة النجوم في مجرتنا التي تحتوي على كواكب .. يعني نأتي برقم متوقع لمجموع النجوم في مجرة درب التبانة التي تحتوي على كواكب و و نقسمها على عدد النجوم الكي في المجرة فنخرج بنسبة و هي التي يعبر عنها p .. n (e) هي عدد الكواكب القابلة للحياة لكل نجم .. f (L) النسبة من هذه الكواكب القادرة على تطوير صور الحياة فيها .. f (i) نسبة هذه الكواكب من تطوير حياة ذكية الان و ليست مجرد حياة و هذه تقريبا من اصعب النسب كما سنعرف لاحقا .. f© نسبة هذه الكواكب التي بها حياة ذكية و استطاعت تطوير وسائل تكنلوجية قادرة على التقاط اشارتنا و رد الإشارة الينا مرة أخرى .. و أخيرا L و هي متوسط الفترة لبقاء حضارة ما قبل ان تندثر .. كل هذه العوامل نضربها ببعض و نخرج برقم يمثل عدد الحضارات الموجودة في مجرة درب التبانة.. و مع مرور الوقت من فترة اقتراح دريك لهذه المعادلة .. تم التحديث عليها عدة مرات من قبل منظمين مؤسسة seti التي ذكرناها في الحلقة قبل الماضية .. و لكن بشكل عام تدور حول نفس الفكرة .. فمثلا حرف العنصر f © دريك ذكر بانها نسبة الكواكب التي بها حياة ذكية و استطاعت تطوير وسائل تكنلوجية قادرة على التقاط اشارتنا و رد الإشارة الينا مرة أخرى فالتحديث الأخير الذي طرأ عليها هو تعريفها من جديد الى نسبة الحضارات في الكواكب و التي قادرة على ارسال إشارات قابلة للكشف عنها في كوكب الأرض .. فالفكرة واحدة تقريبا و لكن يتم تحسين التعريف ليكون ادق في كل مرة .. قد تحس في بادئ الامر بان الموضوع مستحيل .. فكيف يمكن معرفة هذه الأمور و نحن حتى لم نصل الى المريخ كبشر او بالكاد خرجت أحد مركباتنا الفويجر من المجموعة الشمسية .. ولكن عند التمعن في مكونات المعادلة تلاحظ بان اول ٣ الى ٤ عناصر هي عناصر فلكية ،، لدينا تقديرات لها في هذه الأيام و ان لم تكن ارقام صحيحة و نهائية ولكن افضل من أيام صياغة هذه المعادلة بمئات المرات .. مثل معدل ولادة النجوم او عدد الكواكب في نجوم المجرة … . و لكن السؤال المطروح هنا و الذي يتبادر الى ذهن الباحث.. هل هذه الطريقة تعتبر طريقة علمية او تتبع المنهج العلمي .. في الحقيقة و ان كانت معادلة و شكلها يوحي بانها علمية .. الا ان التحيز و الآراء الشخصية للعلماء تلعب دور محوري في تقدير الرقم او الناتج من كل عنصر من عناصر المعادلة خصوصا العناصر غير الفلكية .. فبالتالي يتآثر و يتغير الناتج النهائي بشدة… و لكن من جهة أخرى .. ما الطريقة الأخرى المتاحة لنا ان كنا نريد البحث و خوض غمار مثل هذه المسائل .. في الحقيقة لا يوجد امانا خيار سوى مسألة الاحتمالات .. لانك علميا لا تستطيع اختبار أي فرضية في هذا المجال كونه خارج حدود التجربة المخبرية او العملية .. فلذلك نلجأ الى مسألة الاحتمالات .. و التي كما ذكرت لا تخلو من تحيزات من العلماء .. فمثلا العلماء الذين يعتقدون بوجود مخلوقات خارجية و لاحظوا الكلمة هنا يعتقدون أي فكرة يؤمنون بها بلا دليل مادي .. يمكن ان يتأثروا و يرفعوا النسب في المعادلة في ما يخص بعض العناصر مثل نسبة نشوءو تطور حياة ذكية .. و العكس بالعكس .. بالنسبة للعلماء المتشائمين أساسا و لا يؤمنون بمثل هذا الاعتقاد .. ولذلك يمكن ان نعهنونها بانها ليست طريقة علمية و لكنها من افضل الطرق المنطقية والمنهجية للبحث ان لم تكن افضلها.. يبقى شيئ أخير اشير اليه قبل الانتقال لتحليل العناصر .. ما ساطرحه بالنسبة للتحليل سيغلب عليه كما ستلاحظ طابع استثارة التفكير لديك بمواضيع شتى .. فربما تخرح من هذه الحلقة بأسئلة في ذهنك اكثر من الأجوبة التي دخلت للبحث عنها ولكن الأكيد هو فتح افاق للتفكر في منظور جديد لمواضيع مثل التطور و الحياة و الخلق في هذا الكون ..
بداية تحليلنا لعناصر المعادلة سيكون مع العناصر الفلكية بشكل عام ثم ننتقل للتطور و التكنلوجيا في الحضارات .. عند النظر في موضوع النجوم الموجودة في مجرة درب التبانة و معدل ولادة النجوم .. فيجب البحث في داخل السدم .. فهي مصانع النجوم .. و هو بالفعل ما تمكننا منه و باتقان كبير في العقود الأخيرة بفضل تطور الأسلحة التي يرصد بها العلماء الكون مثل التلسكوبات الحديثة التي ارسلناها للفضاء كتلسموب سبيتزر و غيره التلسكوبات .. فكانت كفيلة بتقديم صورة واضحة عن معدل ولادة النجوم في المجموعة الشمسية و الذي يقدر بثلاث كتل شمسية كل سنة تقريبا .. بمعنى ان الغاز و الغبار في السدم يتحول الى ٣ نجوم بمثل كتلة شمسنا في كل سنة .. ولكن المسألة ليست بعدد النجوم .. فالسؤال المطروح .. كم من هذه النجوم قادرة على إيواء او إيجاد كواكب تدور حولها قادرة على تطوير الحياة ناهيك عن الذكاء و التكنلوجيا .. فقديما كان يعتقد انه فقط النجوم التي تشبه شمسنا و اصغر هي النجوم الوحيدة القادرة على تكوين المعادن .. و لكن تبين بان هذه المعادن .. موجودة في عدد كبير من النجوم القديمة و الحديثة التي تكونت في مجرتنا .. و يقدر العلماء عددها ب ٣٠٠ مليار نجمة أي تقريبا ٨٠ الي 90 ٪ من نجوم مجرة درب التبانة .. اما بالنسبة للكواكب .. فقديما لم يكن بالإمكان تصور عدد الكواكب الخارجية في المجرة و كنا نربطها بعدد النجوم بصيغ و أفكار معينة .. و في عام ١٩٩١ اكتشف فلكيون بشكل غير مباشر دوران اجسام حول نجم نيوتروني و بعدها بثلاث سنين عام ١٩٩٤ عثر العلماء على دلائل تشير لاول كوكب خارجي يتم اكشافه و تطورت هذه الاكتشافات يوما بعد يوم حول جميع أنواع النجوم الصغيرة و الكبيرة في مجرتنا الى هذا اليوم .. فلدينا تلسكبوبات و برامج فضائية تعمل ليل نهار لتصوير هذه الكواكب و التي حتى هذه اللحظة يطوف عدد المؤكد منها ٤٠٠٠ كوكب تم رصدهم و تصويرهم وبعضها قريب الشبه بالأرض من حيث الحجم و أخرى عملاقة مثل زحل و غيرها من الأنواع و الألوان لهذه الكواكب .. و بالتالي نرى و نستطيع ان نستنتج بان مسألة الكواكب استطعنا تقنينها.. و بان هذا العنصر في معادلة دريك يمكن ان يتقنن و يصبح دقيق اكثر و اكثر في المستقبل .. ولكن في الأعوام الأخيرة و بفضل رحلات فضائية لمركبات مثل كاسيني و الفويجر و غيرها .. تبين بان ليست فقط الكواكب هي الاجرام الوحيدة التي قد تنشأ فيها الحياة .. فلدينا الأقمار .. نعم أقمار الكواكب العملاقة ممكن ان تتوافر فيها الظروف المناسبة لنشوء الحياة .. بعض هذه الأقمار يكون كبير لدرجة انه باطن هذا القمر قادر على توليد حرارة داخلية قادرة على اسناد تطور الحياة البيولوجية فيها .. فحسبك النظر في المجموعة الشمسية ستجد مجموعة مميزة من الأقمار مثل يوروبا قمر المشتري العملاق فنحن موعودين مع استكشافات كبيرة مع هذا القمر خصوصا بعد اعلان ناسا عن رحلة استكشافية خاصة لهذه القمر عام ٢٠٢٥ و بشكل شخصي انا احب مواصفات هذا القمر و اعتقد بان في باطنه و في اسفل صفائح الجليد التي تغطي سطحه الكثير و الكثير من المفاجئات التي تنتظر الاستكشاف .. و هناك أقمار مميزة أخرى مثل انسيليدوس احد اقمار زحل و غيرها من الأقمار التي يعتقد فعلا فيها اممكانية لوجود الحياة فيها و لو كانت ميكروبية الشكل .. و قد سبق ان عملت حلقتين تغطي اهم أقمار المجموعة الشمسية .. نرجع الى موضوعنا و معادلة دريك و نراجع عنصر او عامل الكواكب القابلة للحياة فيها نرى الان بان دائرة البحث اتسعت جدا بانضمام الأقمار الى جانب الكواكب و هو ما يعزز اكثر فرصة وجود الحياة خارج الكرة الأرضية .. و قبل ان انهي العناصر المرتبطة بالفلك في معادلة دريك اريد ان اشرح لكم و ابسط مفهوم مهم جدا في علوم الفلك وهو منطقة الحياة في الفضاء او المنطقة الذهبية او كما يسمى في الإنجليزية goldiluck zone و كذلك يسمى habitable zone و هو المنطقة التي تسمح فيها ان ينشأ و يوجد الماء فيها بصورته السائلة على سطح الكوكب .. فهذة المنطقة بالدرجة الأولى تعتمد على حرارة النجم .. ساعطيك الان مثال اقرب المعنى .. لنتخيل بان تصنيف النجوم حسب حرارتها هم فقط ثلاث نجوم .. نجوم حارة و نجوم متوسطة الحرارة مثل شمسنا و نجوم باردة .. طبعا بارة برودة نسبية بالمقارنة مع باقي النجوم .. مع العلم بان النجوم تصنف لاكثر من ٦ أصناف حسب حرارتها و اقلها حرارة هي ٢٤٠٠ درجه سيليزية و لكن للتسهيل لنقل انها ٣ .. حارة و متوسطة و باردة .. لنبدأ المثال على مجموعتنا الشمسية .. فان منطقة الحياة فيها تبدأ تقريبا من مدار فلك الأرض و تمتد الى مدار فلك المريخ .. هذه المنطقة بما تحويه من اجرام كواكب و أقمار قابلة بان يتوفر فيها الماء بصورة سائلة .. و كل ذلك على اساس حرارة الشمس .. الان اذا استبدلنا شمسنا بنجم حار اكثر من شمسنا .. فتصبح منطقة الحياة ابعد من مدار الأرض و المريخ .. مثلا ممكن تكون بين مدار زحل و المشتري .. لانه النجم حار اكثر فسوف يعمل على تبخير كل المياة السائلة القريبة منه .. و اذا ابدلنا شمسنا بنجم بارد نسبيا بدلا عنها .. فستكون منطقة الحياة واقعة بين مدار كوكب عطارد و ومدار الزهرة .. و ما بعده هذين المدارين سيتجمد و لن يكون الماء بالحالة السائلة .. طبعا هذا لتقريب الصورة و المعنى فكل شيئ يعتمد على حرارة النجم مرة أخرى و هو يحدد بشكل كبير صغر او كبر حجم هذه المنطقة .. و لذلك في الأرض .. نحن ننعم بنعمة النعم و هي وجودنا في هذه المنطقة التي تسمح بوجود الماء فيها بالصورة السائلة .. و أهمية الماء بالصورة السائلة ترجع لتفرده في خصائص دعم الوظائف البيولوجية فلا يوجد مركب اخر في هذه الأرض قادر على الإحلال محل هذا السائل العظيم .. و عندما امر في موضع الخلية و اعتمادها على الماء بالإضافة لموضوع منطقة الحياة في الفضاء داءما استحضر الاية الكريمة و جعلنا من الماء كل شيئ حي .. فهو أساس كل الحياة في كوكب الأرض .. ولكن الركون الى البحث عن الماء كالدليل الوحيد على وجود الحياة في الخارج قد يوقعنا في مشكلة ساتعرض لها بعد قليل عند النقاش عن عنصر الحياة في معادلة دريك ..
قبل قليل شرحت صورة ع امة عن اهم العناصر الفلكية التي تؤثر في معادلة دريك و هي تقريبا النصف الأول من العناصر .. و الان نصل الى عنصر الحياة المختصر بالمعادلة ب f (l) و هي نسبة قابلية ظهور الحياة في الكواكب و الأقمار في مجرة درب التبانة .. طبعا مثل ما ذكرتلك في اول الحلقة راح نستعرض كل الاراد لتوسيع المدارك و لاتوجد أجوبة قطعية في هذا البحث و ما بعده من عناصر المعادلة .. فالعلماء في هذا الخصوص ينقسمون الى نصفين .. نصف معتقد و مؤيد لفكرة الحياة في خارج الكرة الأرضية و النصف الاخر معارض .. اما النصف المعتقد بوجود الحياة .. فهم يعتقدون بان الحياة ممكن ان تنشأ في أي مكان في الكون ما دامت العوامل الفيزيائية و الكيميائية تسمح بذلك فبالتالي تكون الحياة ظاهرة كونية منتشرة في كل ارجاء الكون .. اما بالنسبة لرافضي او منكري هذه الفكرة فهم يعتقدون بان الحياة شيئ نادر الحدوث و ربما لندرته يكون مقتصر فقط على كوكب الأرض .. و بالمناسبة كلتا وجهني النظر محترمة ولها ادلتها و مقوماتها .. و ساقوم الان بتحليل الموضوع بتفصيل اكثر .. نشوء الحياة كما وصفها الفيزيائي بول ديفيز هي احتمالية بين ٣ أشياء .. اما معجزة .. كخلق حياة مباشر بدون أي مقدمات طبيعية .. و اما ان الخلق هو حدث عارض .. بمعنى انه حدث الخلق احتماليته مقاربة للصفر و هو من النوادر .. او الاحتمال الثالث للخلق .. الاحتمال الكوبرينوكوني نسبة الى نيكولاس كوبرينوكس .. وهي ان الأرض تشغل مكان عادي جدا في الفضاء لا شيء يميزها ومع ذلك وجدت فيها الحياة .. فالبالتي هذا مدعاة ان تكون الحياة منتشرة في عرض الكون و في مختلف الكواكب و المجرات.. و لكن اذا اردنا الغوص اكثر في هذا الموضوع علينا ان نحلل تطور الحياة في الأرض لنعرف التفاصيل.. فعند تحليل كيفية تطور الحياة في الأرض لتصل ماهي عليه اليوم .. يقوم بعض العلماء بوضع احتمالية نشوء الحياة في خارج الأرض في معادلة دريك الى صفر و ذلك بسبب كثرة العوامل و الصدف بين قوسين .. فمثلا .. الحياة الميكروبية و نشوئها في الأرض وهذا بحد ذاته موضوع يكاد يكون شبه مستحيل التعرف على بدايته .. وهذا الكلام نقلا علماء بيلوجيين مختصين في المجال ولكن هناك نظريات كثيرة تقترح ذلك و احد هذه النظريات .. انه الحياة الميكروبية قادمة من بعد حدث مأساوي أصاب الأرض اثر ارتطام مذنبات و اجسام صخرية من الفضاء بالأرض .. و هذا ما نعلمه عن الحياة الميكربية التي تطورت منها الحياة التي نعرفها …. و بعد ذلك نشأت هذه الحياة الميكروبية في الأرض و التي اخذت وقت يقدر حوالي ملياري سنة حتى تطورت الى متعددة الخلايا و خلال هذه السنوات حدثت فيها الكثير من المتغيرات في الغلاف الجوي و في الأرض في ظروف كونية في كل مرة تقلب شكل الكوكب من ضربات النيازك و الشهب الغير مستقرة في المجموعة الشمسية حديثة الولادة في بداية تشكل المجموعة الشمسية .. حتى وصلنا الى الشكل الي لدينا من الحياة في كوكب الأرض .. فهذه الظروف ربما لا تتواجد في الكواكب و الأقمار الأخرى بهذا الترتيب و الشكل الذي اوصلها لما نحن عليه .. حتى و ان توفرت و كانت متمركزة هذه الاجرام في منطقة مثالية في منطقة الحياة .. و هناك طائفة من العلماء تعتقد بان لولا هذه التدخلات التي أتتنا منا لفضاء في بداية تشكل المجموعة الشمسية لما حدثت التحركات التكتونية و للقارات و لا البراكين و نشوء الجبال بهذه الطريقة فبالتالي شكل الحياة يتغير عندنا بالأرض .. .. مما يعني انه هذا العامل في المعادلة سيكون اصغر بسبب المتغيرات الكبيرة و الكثيرة التي لعبت دور في نمو الحياة في الأرض …. وف ي قبال ذلك .. يرى علماء عكس هذه النظرة .. فصحيح انه تسلسل الاحداث قد لا يتكرر بهذا الشكل بمكان اخر في الكون .. ولكن لعظمة و رحابة الكون و اعداد النجوم و الكواكب المهول جدا والذي يقدر بالمليارات .. فان الاحتمالات ترتفع كذلك سواء لحدوث تسلسل احداث مشابه او أي تسلسل اخر ليس بالضرورة مثل احداث الأرض ولكن سيناريو يقود بالنهاية لوجود الحياة .. و هناك زاوية أخرى للنظر في موضوع الحياة من اللطيف ان نسلط الضوء عليها .. و هي الغائية .. فهل هناك غاية من وراء تطور الحياة .. و هل هناك هدف اسمى يسعى الوجود لتحقيقها من خلال نمو الحياة .. ام انه تطور اعمى .. بمعنى تطور محايد فقط يتبع قوانين الطبيعة و هو و أينما تأخذه المصادفة ذهب سواء مع بقاء الحياة او ضدها .. و للمصادفة فان دارون مؤسس التطور قد اقترح شيئ مشابه لهذا الطرح فقد قال بان مبدأ الحياة في نهاية الأمر قد يتبين بانه يتبع قانون عام مرسوم أي مسبق محدد التخطيط وغير عمياني .. ولكن غالبية علماء البيولوجيا اليوم يرفضون مثل هذا الطرح او أي طرح غائي للحياة .. و بالتأكيد فالخلفيات الايمانية و الميتافيزيقية تلعب دور محوري في مثل هذا الاعتقاد .. و اخر ما ساتكلم فيه بخصوص عنصر الحياة في معادلة دريك هي انه من الممكن باننا في وسط البحث عن الحياة في الخارج .. ان نمر عليها و نحن لا نعلم .. بمعنى ان نرصد كوكب لا يحتوي على كربون او اوكسجين او ماء فنهمل دراسته .. و هذه نظرة قاصرة لو تأملت فيها قليلا .. فمن قال بان الحياة فقط متوقفة على هذه العناصر .. صحيح بان لولا هذه العناصر لن يكون هناك أي شكل من اشكال الحياة في الأرض و بان بنية الحياة مركبة أساسا منهم .. و لكن لربما بان الحياة في كوكب الأرض اتخذت هذا الطريق التطوري من خلال هذه العناصر لانه الظروف سمحت لها بذلك .. و ربما شكل الحياة في أماكن أخرى في الكون لا يعتمد أساسا على هذه العناصر بل اعتمد على عناصر أخرى و تطور من خلالها و بالتالي نغفل عنها .. و في هذا الخصوص هناك افتراض اخر قد يحد من بصيرتنا في اكتشاف حياة خارجية .. و هو افتراض وجود الضوء كمصدر طاقة لنشوء الحياة و تطورها مثل الحاصل هنا في كوكب الأرض ..فسابقا كان الاعتقاد بالزامية و ضرورية وجود الضوء في منطقة ما حتى يكون عامل رئيسي في توليد لبنات الحياة الأولى .. و لكن الان نحن نعلم بوجود حياة في الأعماق السحيقة للمحيطات لا يصلها ضوء الشمس .. فهذه القدرة للمخلوقات على العيش قد توسع من دائرة الاجرام القابلة للحياة مرة أخرى .. و لكن في المسافات الكونية الشاسعة و البعد عنا .. لا نستطيع البحث عن هذه الحيوات بل فقط نكتشف مايوجد على اسطح تلك الاجرام .. و الكلام في موضوع الحياة و نشوءها يطول ويطول و يتشعب و يتفرع كثيرا اكثر من الذي ذكرت ليشمل جميع المجالات في الفلسفة و العلم والدين كذلك و لكن هنا فقط نلفت الانتباه لبعض النقاط للتفكر فيها ..
بعد عنصر الحياة تتبقى العناصر المرتبطة بالذكاء و الحياة الذكية و الحضارات و مدة بقائها و هو ما سيكون موضوع حلقتنا القادمة باذن الله لاستكمال تحليل عناصر معادلة دريك للبحث عن المخلوقات الخارجية .. فحتى ذلك الحين .. كونوا بخير والى اللقاء.