هل يمكن أن نرى أفكارنا ؟
قد يكون الدماغ هو الأكثر أهمية من بين أعضاء الجسم الحيوية، لكنه أيضا أقلها فهما من نواح كثيرة. على مستوى أبسط، يتألف الدماغ من سلسلة من العصبونات المترابطة التي تنقل الإشارات الكهربائية فيما بين بعضها البعض. وهي أجهزة إرسال تعمل بنظام «الكل أو لا شيء»، مثل الحاسوب، فهي إما ترسل إشارة (مثل «1» في النظام الثنائي) أو لا ترسلها (أي «صفر»). وتستقبل العصبونات المختلفة محفزات متنوعة، مثل الضوء واللمس والألم. وبعد ذلك يُترجم النشاط المعقد لهذه العصبونات من قبل أجزاء مختلفة من الدماغ إلى معلومات مفيدة. فمثلا، تُنقل الصور الضوئية من العين عبر العصب البصري إلى القشرة القذالية الموجود في الجزء الخلفي من الجمجمة، لترجمة المشهد الذي تراه أمامك. كما أن توليد وترجمة الأفكار يعد عملية أكثر تعقيدا وأقل فهما. وهي تمثل في الواقع علما قائما بذاته، إذ يوجد العديد من التعريفات لما يعنيه «التفكير»، وما يحدّد الوعي. وفي محاولة لتعريف هذه المصطلحات على نحو أفضل، يلجا الأطباء والعلماء إلى تقنيات التصوير الحديثة لفهم وظيفة عقولنا بصورة أفضل. أدت الأبحاث المتعلقة بفهم نشاط ووظيفة الدماغ إلى اختراع بعض أكثر تقنيات التصوير المتاحة تقدما، مما ساعد على علاج حالات مثل خرف ألزهايمر والصرع والسكتة الدماغية، فضلا عن الأمراض النفسية التي لا تنطوي بالضرورة على مشكلة جسدية بداخل الدماغ. وقد حقق ذلك أيضا فوائد بخصوص تصوير الأمراض الأخرى في بقية أجزاء الجسم، بما في ذلك العديد من أشكال السرطان. وتشمل تقنيات التصوير المتقدمة هذه طرق المسح الضوئي لإنتاج صور للبنية التشريحية للدماغ، وتفسير أنماط الطاقة لتحديد النشاط أو التعرّف على التشوهات. وقد بدأ العلماء بتحديد أجزاء الدماغ التي تنشط عندما نقوم بصياغة الأفكار المختلفة ونستشعر العواطف المتنوعة. مما يعني أننا نوشك على أن نرى أفكارنا.