إسلاميات

واجب المسلم تجاه وحدانية الله تعالى

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

وحدانية الله تعالى إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

التَّوحيد هو إثباتُ حقيقة ذاتِّ الرب سبحانَه وتعالى بشهادة لا إلهَ إلا الله، وإثباتُ صفاته وأفعاله، وقضائه وقَدَره وحكمته.

وهو المراد بقوله تعالى(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (سورة الإخلاص)

والتوحيدُ أيضاً دعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وخلْعُ ما يُعبد من دونه، فلا يعبدُ إلا إيَّاه، ولا يُتَوكَّل إلا عليه. ولا يُوالَى إلا الله، ولا يعادىَ إلا فيه، ولا يُعمل إلا لأجله. ويلتزم المسلم بعبادة الله وحده لا شريك له.

 

وهذا كله نأخذه من القرآن الكريم من مثل قوله تعالى(وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ) (البقرة:163)، وقوله تعالى(وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰهَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (النحل:51)، وقولَه تعالى( وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ) (المؤمنون:117).

والله تبارك وتعالى أمرنا أن نؤمنَ ونوقن بوَحْدَانِيَّتِه، فلا إلهَ غيرُه، وتَفرُّده في الخْلق والرزقِ وفي كل شيء، وأن نحقِّققَ توحيدَ الله بعبادته وطاعته.

والعبادةُ هي طاعة الله، بامتثال وتطبيق كلِّ ما أمر به في كتابه أو سُنَّةِ نبيِّه – صلواتُ الله وسلامُه عليه قال تعالَى(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56)، وقال تعالى(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (النحل:36).

 

فهذه الآياتُ الكريمات تأمرنا أن نعبد الله حقَّ عبادته ولا نعبد أي شيء من دون الله، فإذا عبدنا أي شيء غيرَ الله، فهذا هو الطاغوت الذي نهانا الله عن عبادته. فالعبادة لله وحده.

هو الله الذي له الأمرُ والنهي، وله الحكمُ، فلا نتحاكم إلا لله وإلا لرسوله، صلواتُ الله وسلامُه عليه.

ويخبرنا الله في هذه الآيات أنَّ التوحيدَ وعبادةَ الله وحده هي دعوةُ رُسله جميعاً، كانوا يدعون الناس إلى توحيد الله وعبادته وحده، من عهد نوح – عليه السلامُ – حينما أرسله الله إلى قومه المشركين يدعوهم إلى توحيد وعبادةِ الله.

 

ثم جاء الرُّسُل بهذه الدَعوة من بعده، حتى نبينا – محمدٍّ صلى الله عليه وسلم – الذي جاءت دعوته آخرَ الرسالات، وهي إلى الجنِّ والإنس، يدعوهم إلى توحيد وعبادة الله وحده.

وهذا الذي جاء في قوله تعالى(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25).

فواجبُ كلِّ مسلم ومسلمة أن يوحِّد اللهَ  تعالى، فيؤمن بأن الله واحد أحد، ليس معه شريك في هذا الكون، وهو الخالق، وهو الرازق، وهو المميت، فيجب أن نبعدَه وحدَه، ونؤمنَ بأن النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – رسولُه الأمين خَاتَمُ المرسلين، صلواتُ الله وسلامُه عليه.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى