وباء الموت الأسود

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

وباء الموت الأسود أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة

حدث هذا الوباء في لندن عام 1665م، وقد فتك بأهلها وأباد آلافاً مؤلفة منهم يقدرهم البعض بثلاثين ألفاً فيما يذهب آخرون إلى أنهم يتراوحون بين التسعين والمائة ألف.

بدأ الوباء في شهر سبتمبر من عام 1665م، ولم يكن هناك غير مستشفى واحد للطاعون في لندن كل مهامه تتلخص في إغلاق أبواب المنازل، ورسم الصليب الأحمر عليها، وتعيين حارس يمنع احتكاك السكان بالناس خارجه لمدة اربعة أسابيع.

وتوقفت الحياة في لندن تماماً وأصبحت بلا مواصلات ولا بيع أو شراء، واقفرت الشوارع حتى من المشعوذين إلى أن شب حريق لندن الكبير عام 1666م فتقهقهر الوباء وتراجع المرض.

إن "شكسبير" شاعر انجلترا الأشهر عاصر هذا الموت الأسود، والذين يقرأون له، يقرأون عن قناصي الجرذان الذين كانوا يعدون أنفسهم من الفنانين، ويعاملون على أنهم من كبار رجالات الدولة المرموقين ذوي الشأن، غير أن الجميع قد مات … مات ابن الشارع كما مات الطبيب ومات معهم قناصو الجرذان أيضاً إلى أن رحل الداء في خريف سنة 1666م.

ومما يحكي أن سفينة محملة بالبضائع تركت ميناء لندن، فمات كل من فيها ولم يبق من يوجهها، فسارت هائمة في البحر إلى أن وصلت ميناء "بيرجن" النرويجي يحث صعد المسؤولون هناك على متن السفينة الهائمة يستطلعون الأمر فلم يعودوا لأنهم ماتوا بالطاعون هم أيضاً.