ومضات علمية 28 : ماذا يوجد على حافة الكون ؟
الكون يتوسع باستمرار، وبناء على المشاهدات التي رُصدت خلال العقدين الماضيين، يعتقد العلماء بأن وتيرة ذلك تتسارع أكثر فأكثر. وهذا يطرح السؤال التالي: إلى أين يتوسع الكون، وماذا يوجد على الحافة؟ عند الحديث عن توسع الكون وحجمه تصبح الأمور معقدة بعض الشيء. فمن الناحية التقنية، ليست هناك حافة للكون. ومن مجرتنا، يمكننا أن نرى مسافة محدودة (نحو سته وأربعون مليار سنة ضوئية)، وهو أبعد ضوء وصل إلينا منذ الانفجار الكبير. ونُطلق على هذا اسم الكون الممكن رؤيته أو الكون المرئي؛ مما يعني أنه يمتد إلى نحو اثنان وتسعون مليار سنة ضوئية إجمالا. لكن وراء هذا الحاجز قد يوجد فضاء أكبر، ومزيد من المجرات، ومزيد من النجوم، ومزيد من الكواكب. ولسوء الحظ، فبالنظر إلى السرعة المحدودة للضوء، فإننا لن نرى أبعد من هذا الحد مطلقا. ولأن الكون آخذ بالتوسع، فهذا يعني أن المجرات تصبح بدورها أبعد وأبعد عن بعضها البعض. بإمكانك أن تتخيل كل مجرة عبارة عن نقطة على سطح بالون، عندما يتوسع البالون ستبتعد النقاط عن بعضها البعض. لا توجد نقطة مركزية على سطح البالون……فكل نقطة سترى النقاط الاخرى تبتعد عنها.
من موقعنا في مجرة درب التبانة، يبدو أن جميع المجرات تبتعد عنا. لكن إذا كنا في أية مجرة أخرى، حتى أبعد مجرة يمكننا رؤيتها، فسنلاحظ التأثير نفسه. ليست هناك حافة للكون- فالفضاء نفسه يتوسّع ببساطة. وهو لا يتوسع إلى أي شيء، بل يزيد في الحجم فحسب. فمن الصعب جدا أن نفهم ذلك تماما؛ فليست هناك طريقة سهلة لإدراك ذلك. ولهذا السبب فهو من الأسرار الكونية الغامضة.