الجهود المبذولة لمراقبة التلوث الهوائي الناجم عن النشاط الصناعي في دولة الكويت
1996 العوامل البشرية
مهدي حسن العجمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
التلوث الهوائي دولة الكويت النشاط الصناعي البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
اتضح من الفصل الثالث من هذا البحث ان التلوث الهوائي يمثل إحدى المشكلات البيئية الخطيرة والمعقدة التي برزت بشكل واضح في الكويت كغيرها من الدول التي شهدت تقدماً ملموساً في المجالات الصناعية والعمرانية والزراعية.
وقد زادت تفاقماً وحدة بعد حرب الخليج وحرق آبار البترول، وما ترتب على ذلك من تلوث حادفي الغلاف الجوي للكويت والدول المحيطة بشكل لم يسبق له مثيل.
وتبرز حدة مشكلة التلوث من أن المحيط الحيوي ليس له حدود، حيث إن تلوث منطقة معينة يؤدي إلى تلوث مناطق أخرى بفعل العوامل الطبيعية، خاصة المناخية.
والواقع ان الجهود المبذولة للحد من مشكلة تلوث الهواء لم تقتصر على فترة ما بعد انتهاء حرب الخليج، ولكنها بدأت منذ أكثر من عشر سنوات تمثلت في جهود خاصة لمراقبة التلوث الناجم عن النشاطات الصناعية.
ومحاولة الحد منه، إلى جانب الجهود التي ارتبطت بمكافحة التلوث الناجم عن تزايد حركة السيارات والآليات داخل المدن الكويتية. ثم برزت هذه الجهود وتبلورت بشكل كبير في أعقاب حرب الكويت، كما سيتضح مما سيأتي:
– الجهود المبذولة بمراقبة التلوث الهوائي الناجم عن النشاط الصناعي
نظراً لخطورة التلوث الذي تعاني منه معظم المناطق الصناعية، فلقد قامت دولة الكويت ممثلة بالإدارة العامة لممنطقة العشيبة خطوة مدروسة وموفقة.
حيث قامت بعمليات رقابة وقياس مستمر لمستوى تلوث الهواء وذلك عن طريق إنشاء ثماني محطات قياسية ثابتة ومنتشرة بمنطقة الشعيبة الصناعية، وموزعة بحيث تكون بالقرب من مصادر التلوث الرئيسة. شكل رقم (43).
وقد لوحظ من قراءات محطات الرصد المختلفة بمنطقة العشيبة الصناعية بأن غاز ثاني أكسيد الكبريت SO2 كان مرتفعاً معظم أيام السنة وأعلى من الحد الأقصى المسموح به، وذلك نظراً لزيادة نشاط الصناعات البتروكيماوية، كما سجل غاز الأمونيا ارتفاعاً ملحوظاً في بعض المحطات كالمحطة الثانية والثالثة والأولى على التوالي.
ولوحظ زيادة كبيرة لكل قيم الملوثات في المحطة الثانية في يوم 27/6/1988. وقد رجع ذلك إلى زيادة الطاقة التشغيلية لبعض وحدات الإنتاج او لسيطرة بعض العوامل المناخية التي تعمل على تركيز نسبة التلوث كسكون الهواء وزيادة نسبة الرطوبة.
ومما سبق نجد أنه وفقاً لمعدلات التلوث الناجم عن النشاط الصناعي فقد أعطت مؤشرات وجب من خلالها إيجاد عدةإجراءات في مجال تقليل الملوثات والتي يمكنها ان تهدد سكان المنطقة، ومن هذه الإجراءات:
أ- إنشاء حزام شجري من أشجار لها القدرة على امتصاص الغبار الصناعي حول منطقة الشعيبة الصناعية.
ب- إنشاء مداخن مرتفعة (نحو 200 متر ارتفاعاً) بجانب وضع مصافٍ على هذه المداخن (مرشحات FiLTERS).
ج-التركيز على الصناعات الخفيفة التي تتميز بقلة ما ينتج عنها من ملوثات. وهذا ما يتم بالفعل في مناطق كثيرة في الكويت.
د-إنشاء مراكز سكنية بعيدة عن المناطق الصناعية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]