الفيزياء

شرح وتحليل “صنعة الحيل الروحانية”

1995 أصول الحيل الهندسية

جلال شوقي

KFAS

صنعة الحيل الروحانية الفيزياء

((قال إني علمت يا أرسطون (1) الحبيب شوقك إلى معرفة الحيل اللطيفة، ولذلك أجبتك إلى ما سألتني بوضع هذا الكتاب ليكون لك في كل ما تطلب من الحيل)).

[1- صنعة الحيل الروحانية]

وإني أبتدئ أولا بصنعة الحيل الروحانية، وأذكر كل صناعة معروفة لكل من سلف من الحكماء، فإن الفلاسفة الذين نظروا في الأشياء الطبيعية، وعرفوا أن الآنية التي يظنها كثير من الناس أنها فارغة خالية، وليست هي كما ظنوا، بل هي مملوة من الهواء.

وإنما جهلوا ذلك لأنهم لم يعلموا يقينا أن الهواء جسد من الأجساد، وأنا أكره أن أذكر أقاويلهم في ذلك، واختلافهم فيه، ولكن كيفية أن الهواء من الاسطقسات ليس من القول فقط، بل من الفعل أيضا، والأشياء الظاهرة لنا واقعة تحت الحس، وأنا أذكر منها ما فيه كفاية لأصل (2) [إلى] غرضي، وأثبت أن الهواء جسم)).

 

شرح وتحليل:

في هذه التقدمة لموضوع ((الحيل الروحانية))، يقرر المؤلف الفاضل ((فيلون)) البيزنطي وجود ((الهواء)) كعنصر أساسي أو كاسطقس، وهذه اللفظة إغريقية المنشأ، تطلق على الأصل أو الأساس، وقد عرفت العناصر الأربعة (التي هي الماء والتراب والنار والهواء) بالاسطقسات الأربعة.

ونظرا لأن الهواء لا يرى، وإنما يحس به من منطلق فعله فحسب، سميت الحيل التي تعتمد على سلوك الهواء ((حيلا روحانية))، وكأنما تقوم بعملها أجسام غير مرئية مثلاه كمثل الأرواح، ومن هنا جاءت التسمية.

يقرر المؤلف أن الآنية التي يظن كثير من الناس أنها فارغة خالية هي ليست كذلك، وإنما هناك هواء يملأ داخلها، ويرجع المؤلف هذا القصور في التصور إلى الجهل بوجود يقيني للهواء.

ويعد المؤلف في ختام هذه التقدمة بالسعي لإثبات أن الهواء جسم، حيث إن فعله من الأمور البينة التي تقع تحت طائلة الحس.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى