تعريف الاسـتئصال
2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين
والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
من ناحية كونها فكرة يبدو أن استئصال المرض قد ظهر لأول مرة مع جينر (Jenner) عندما كتب في عام 1801 (Fenner et al. 1988:259):
أصبح الآن واضحاً تماماً الإقرار جدلياً، بأن فناء الجدري، هو البلاء المخيف للجنس البشري، لذا يجب أن تكون هناك نتيجة نهائية لهذه الممارسة.
ولكنه فقط في القرن العشرين قد أجريت المحاولات الجدية لاستئصال الأمراض المعدية من البشر (Aylward et al. 2000a؛ Taylor 2009) واستهدفت ستة أمراض هي: الحمى الصفراء Yellow fever (1915 – 1977)، والداء العليقي Yaws (1954 – 1967)، والملاريا Malaria (1955 – 1969)، والجدري Smallpox (1955 – 1980)، وشلل الأطفال Polio (1988 – وهو مستمر)، والتنينة Dracunculiasis (1986 – وهو مستمر).
وحتى اليوم فقد تم استئصال واحد فقط من هذه الأمراض، هو الجدري.
لقد أجريت عدة محاولات لتعريف استئصال المرض. فاستعرضت ورشة عمل أقيمت في اتلانتا، بالولايات المتحدة في 1998 "إزالة واستئصال الأمراض في العالم كاستراتيجيات في الصحة العامة"، وبينت عدة تعاريف وانتهت إلى أن الاستئصال كان " الخفض الدائم إلى درجة الصفر وقوع العدوى في أنحاء العالم، التي يسببها عنصر ناقل معين، وذلك نتيجة للجهود المتعمدة ؛ ولن تعود هناك حاجة لإجراء التدخل ضدها " (Dowdle 1998).
وهذا التعريف يتماثل مع النتائج التي تم التوصل إليها في 1997 في ورشة عمل أخرى حول " استئصال الأمراض المعدية " (Ottesen et al. 1998) وكان له انتشار واسع في مجاله.
بهذا التعريف نجد أن الاستئصال يقوم أساساً على القول بأن الإزالة الدائمة لخطر الوقوع بالمرض هي حاجة ضرورية وكافية. وهي تتضمن منع انتشارها عالمياً، وإلا فسيبقى بعض الأخطار من تواجدها في بعض المناطق الجغرافية.
ولكنه بدون القضاء على العامل المعدي كلياً، فإن هذا الشرط لن يتحقق، كما لن تتحقق متلازمته بأن إجراءات التدخل لم تعد لازمة. فإذا ما استمر الخطر على أي مستوى كان، فإن إجراءات السيطرة من نوع ما لا تزال لازمة، رغم أنها قد تكون ضئيلة، خاصة بالمقارنة مع الجهود الهرقلية (الجبارة) التي تلزم لتحقيق استئصال المرض.
فوضعية مرض الجدري تشرح هذه النقطة: في 1978 وبعد استئصاله، جرى تفشي الجدري، وحصلت وفاة واحدة، التي صدرت من مخبر (Fenner et al. 1988) لأن هذه الزاوية من طريقة السيطرة لم تكن صحيحة.
إذ لا تزال توجد كميات من فيروس الجدري النشطة ويجب وضعها تحت السيطرة المشددة والإبقاء عليها بينما تستمر المراقبة على مرض الجدري. وبمجرد انجاز استئصال فيروس شلل الأطفال البري فإن الحاجة لاستمرار إجراءات السيطرة ستكون مشكلة كبيرة وعلى نطاق أوسع؛ وستكون هناك حاجة لنظام احتواء مختبري مشدد، لأنه من الممكن صناعة فيروس شلل الأطفال في المختبر من أجزائه المكونة له (Cello et al. 2002)، وهذه الإمكانية قائمة بشكل لا يمكن إيقافها.
لهذه الأسباب فمن غير المحتمل التخلي عن كافة إجراءات السيطرة بالنسبة لمرض " مستأصل "، لأنه من غير الممكن إزالة خطره بالكامل فإنني سأعرض الاستئصال على أنه التقليل من حدوث المرض إلى درجة الصفر من الحالات في واحدة الزمن من خلال الجهود المتعمدة، مما يسمح بتخفيض إجراءات السيطرة إلى أدنى مستوى منخفض ممكن.
هناك نتيجتان لهذا القول: يجب الحفاظ على إجراءات السيطرة بشكل دائم، وهكذا يجب النظر إلى أكلافه على أنها غير محدودة. وكذلك فإن الترتيبات الدولية التنظيمية ضمن اتفاقيات صحة عالمية ما، يجب أن تقام وتبقى على الدوام.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]