البحيرات النفطية الناتجة عن التدخلات البشرية وأثرها المورفولوجي
1996 العوامل البشرية
مهدي حسن العجمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
البحيرات النفطية التدخلات البشري أثر البحيرات النفطية المورفولوجي البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
تعد البحيرات النفطية من الظاهرات المورفولوجية الرئيسة التي نتجت أساساً من التدخلات البشرية السلبية، متمثلة هنا في عمليات التدمير التي لحقت بآبار البترول ومعامل التكرير، وذلك من جراء العمليات العسكرية التخريبية التي قامت بها العوات العراقية الغازية.
حيث انسابت كميات ضخمة من البترول تشكلت في البقاع المنخفضة في شكل بحيرات غير منتظمة الأبعاد يتمشى شكلها مع شكل البقاع المنخفضة الموجودة على السطح قبل تكون البحيرات.
كثافة البحيرات وأبعادها المورفولوجية
1- البحيرات النفطية في المنطقة الشمالية (شكل 28)
تكونت 24 بحيرة في مناطق الآبار الشمالية، 11بحيرة منها في حقل الصابرية و10 بحيررات في حقل الروضتين وبحيرتان في حقل بحرة وبحيرة في حقل الرقة.
إن هذه البحيرات تختلف من حيث الشكل فلا تلتزم بشكل هندسي محدد وإن كانت في أغلبها تمتد بشكل طولي أو مقوس، وقد تتفرع إلى فروع طولية كما يتضح من الشكلين رقم (29)، (30).
ويرى الباحث ان هذا التفرع يتمشى مع المناسيب المتغايرة لسطح الأرض، مثل امتداد بعض مجاري الخيران والأودية، حيث تحركت كميات من البترول بمسارات تلك المجاري وتجمعت فيما بعد بالمنخفضات الرئيسة في المنطقة.
كما اتصلت بعض البحيرات بعضها نتيجة تداخل روافد شبكة التصريف، أما من حيث الأعماق فهي ضحلة الشكؤل بشكل عام تتراوح ما بين 5و30سم. وقد وجد أنه ليس هناك علاقة ارتباطية واضحة بين الاعمق ومساحة البحيرة.
2- البحيرات النفطية في المنطقة الجنوبية
يتضح من الشكل رقم (31) انتشار عدد كبير من البحيرات النفطية في مناطق الحقول الجنوبية. فتضم 86 بحيرة، منها 35 بحيرة في حقل برقان و15 بحيرة في حقلي المقوع والأحمدي و3 بحيرات في حقل أم قدير و33 بحيرة في حقل الوفرة.
وتتباين هذه البحيرات في مساحتها، حيث تتراوح المسراحة بين 100م2، 5000م2، وتأخذ أشكالاً مستديرة. وقد أعطت مظهراً مورفولوجياً مميزاً للمنطقة، كبقاع منخفضة داكنة اللون تنحدر جوانبها انحدارات هينة (أقل من درجتين) نحو قاعها الضحل.
ورغم عمليات شفط البترول من هذه البحيرات إلا أنها قد تركت أسطحها في شكل تكوينات داكنة مشبعة بالمواد النفطية التي غيرت تماماً من خصائص الصخر من حيث المسامية والتماسك، وسوف يترتب عليها تغيرات مورفولوجية مستقبلية.
وقد كانت عمليات الردم التي تمت لبعضها من التدخلات البشرية الواضحة التي طرأت على سطح المنطقة وغيرت من طبيعتها الأولى قبل تكون البحيرات والتي كما ذكر احتلت البقاع المنخفضة.
وتوجد هذه البحيرات بالقرب من حقول البترول الجنوبية في المقوع والأحمدث وبرقان، حيث يمكن مشاهدة هذه البحيرات النفطية على الدائري السابع للقادم من محافظة الأحمدي باتجاه المطار.
وقد كان لاختلاف المكونات الصخرية الأثر البالغ في انتقال الملوثات النفطية من سطح التربة إلى باطنها، خاصة في المنطقة الشمالية، حيث وصلت ملوثاتها إلى عمق ما بين 60-70سم، بينما في الجنوب وصلت الملوثات إلى عمق يتراوح ما بين 30-40سم.
ويعود السبب في ذلك إلى أن التكوينات الصخرية في الجنوب متماسكة، مما يقلل من تسرب الملوثات وتوغلها في التربة.
وتبلغ مساحة البرك النفطية حوالي 20كم2 شكل رقم (32) موزعة بين حقول الشمال والجنوب. ويمكن تقسيمها إلى أربع مجموعات رئيسة كما يلي:
وقد أظهرت الدراسات الأولية بأن المياه الجوفية لم تتأثر بمثل هذه البرك النفطية، حيث أنها تقع على عمق يتراوح ما بين 120-150 متراً شكل رقم (33).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]