نبذة تعريفية عن سلسلة جبال البرانس
1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
سلسلة جبال البرانس الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا
البرانسُ سِلسلةٌ جَبَلِيَّةٌ تقعُ في جنوب غربيِّ أوروبا، وتَفْصِلُ ما بين فرنسا وأسبانيا في نطاقٍ يزيدُ طولُه على 400 كم من خليجِ بسكاي في الغَرْب إلى البحرِ المتوسطِ في الشرقِ.
ويَتركَّب القسمُ الغربيُّ من البرانس من صخور جيريَّة، ومُتوسطُ ارتفاعه 900 متر تقريباً.
وتَظْهَرُ في القسمِ الأوسطِ من البرانسِ أعلَى قِمَمِ النظام كُلِّه وهي قِمِّةُ أنيتو التي يَصِلُ ارتفاعُها إلى 3720 متراً، أمَّا القسمُ الشـرقي فهو دونَ الوسطِ ارتفاعاً.
وتقعُ معظمُ جبالِ البرانس في أسبانيا، وهي تنْتظِمُ في حاجز مُتصِلِ تَقِلُّ فيه المَمراتُ وَيشُقُّ أحدَها، وهو مَمَرُّ سمبورُ، خَطُّ حديديٌ يَصعَد إلى ارتفاع 1212 متراً، ولا تَعْدُو مُعظَمُ الممراتِ أنْ تَكونَ مسالكَ لتَنقُّل الحيواناتِ.
وآخرُها وهو أنفاليرا يَرتفعُ إلى ما يَقرُبُ من 2440 مترا، ويَربِطُ دولةَ "اندروا" الجبليةَ بالعالم الخارجيِّ.
أما السفوحُ الفرنسية من البرانس فهي أشدُّ انحداراً من السفوح الإسبانية، وتكثرُ فيها الأماكنُ السياحيةُ العديدةُ مثلُ: باو، وتاريس، كما توجدُ فيها المناظرُ الطبيعيةُ الشهيرةُ مثلُ سيرك دي جافرني، وهو مَدْرَجٌ طبيعيُ من عمل الأنهار الجليديةِ.
وتَنْبُعُ من البرانس عِدةُ أنهارٍ تَنْصـرِف إلى أرض فرنسا أهمُّها الأدورُ والأريريجُ رافدُ الجارونِ، ثم الجارونُ.
وتجرِي الأنهار في المرتفعات خلال أرضٍ جِيريةٍ، وتَظهرُ على السطحِ أحياناً، وتَغورُ في مجارٍ باطنيةٍ وكهوفٍ وخوانقَ أحياناً أخرى. وتَخْلو البرانسُ أحياناً من الجليد الدائمِ إلا في أجزائِها التي يزيدُ ارتفاعها عن 300 مترٍ.
والسكانُ قِلَّة ويحترفون رَعْيَ الأغنامِ والأبقار، ومن ثَمَّ يَنقلون ألبانَها إلى معاملِ الألبانِ التعاونيةِ وإلى مواقعِ السائحين المتناثرةِ على المنحدراتِ السفلَى للجبال.
وتعيشُ جماعاتُ الرعاةِ في كثير من الأوديةِ الداخليةِ عِيشَةً مُستقِلة ذاتيةً الاكتفاءِ.
وقد مَكَّن هذا الانعزالُ لِدُويْلةِ أندروا من البقاءِ كَوحدةٍ سياسيةٍ مستقلةٍ حتى يومِنا هذا. وقد بَدأت السياحةُ تَكسِرُ عُزلتَها في السنين الأخيرةِ.
وقد كانَ لإنشاءِ محطاتِ القوَى الكهربية المائيةِ في البرانس خصوصاً في وسَطِها وغربِها أثرهُ في إحداثِ ثَورةٍ صناعية مُصغَّرة، فتوافرُ المطرِ الغزير والبحيراتِ الجبليةِ شَجَّع على إنشاء 100 محطةٍ صغيرةٍ تُنتِجُ في مَجموعِها 1/6 القُوَى الكهربية في فرنسا.
وتَتَجمَّع الكهرباءُ وتَتوزعُ من محطاتِ تحويلٍ في البرانس، يذهبُ بعَضُها إلى مقرِّ الصناعاتِ المعدنيةِ الكيميائية في حوض "اكويتين" بينما يُستغَلُّ البعضُ في إدارةِ أفران صَهْرِ الحديدِ في "بامييه" ومصانعِ الأجهزةِ الكهربية في "تارب".
ويَكثُرُ السكانُ نوعاً في البرانس الغربيةِ، وهي مَوْطنُ الباسْك، ذلك الشعبُ القديمُ الذي سَكَنَ سواحلَ خليجِ بِسكاي، ويصِلُ تَعدادُه نحو 600 ألفٍ يَسكُنُ سُدسُه في فرنسا، والباقي في شمالِ أسبانيا. ولشعبِ الباسك لُغتُه وعاداتُه وتقاليدُه الخاصةُ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]