نبذة تعريفية عن حيوان “برغوث الماء”

1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوان برغوث الماء الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

بُرغوثُ الماءِ حيوانٌ مائيُّ صغيرٌ الحجمِ، لا يُرَى بِوُضوحٍ إلا بالعدساتِ المَكبِّرةِ أو تحت المِجِهر. ويوجدُ منه نحو 425 نوعا، تعيشُ كلُّها تقريباً في المياهِ العَذْبةِ. وقد تَزيدُ أعدادُها كثيرا في الماءِ فتُصبحُ غذاء رئيسيّاً للأسماك.

وبراغيثُ الماءِ لا عَلاقةَ لها بالبُرغوث الذي يَلدغُ الإنسانَ، بل هي ليست من الحشـرات أصلا.

وهي في الواقعِ أقْربُ إلى الرُّوبيانِ، فكلاهما من القِشْريّات. ولكنَّ الحشـراتِ والقشريات – على أي حال – من شعبةٍ واحدةٍ كبيرةٍ من الحيواناتِ هي شُعبةُ المَفْصِليات.

وبراغيثُ الماءِ تُعرف عِلْمياً باسم "دافنيا"، ولكنها تَشتهرُ باسم "براغيثِ الماءِ"، لأنها تَقفِزُ كالبراغيثِ، وتُشبِهها في شكلها العامِ، وفي أنَّ أجسامَها منضغطةٌ من الجانبين.

 

والجميلُ في براغيث الماءِ أنَّ أجسامَها شَفافةٌ، فتستطيعُ أنْ تدرس كل في داخلها، فَتَرى قلبَها وهو يَنبضُ، والغذاء وهو يَتحركُ في أمعائِها.

وغذاؤُها من الطحالب الصغيرةِ التي تُصفِّيها من الماء، ولذلك تبدو أمعاؤُها خضـراء ولكنَّ دم براغيثِ الماءِ ليس أحمرَ ولا لَونَ له.

والحيوانُ تَحفظُه درقةٌ ذاتُ جَنبين، كمحارِ اللؤلؤِ، ولكنَّ هذه الدرقةَ شفافةٌ أيضاً. والطرفُ الخلفِي للدَّرقَةِ مُدببٌ كأنه شوكةٌ كبيرةٌ.

ومِمَّا يَلفتُ النظر في براغيثِ الماءِ أنَّ لها زَوَجَين من قرون الاستشعار (أي أربعةِ قرون). والزوجُ الثاني منها كبيرٌ، ولِكُلٍّ من هذين القَرْنين فَرعان عليهما شُعيراتٌ طويلةٌ. وهما يُحدِثان حركةً مُهتزَّةً، هي التي تُحركُ الحيوانَ في قَفزات.

 

وللحيوان عينٌ واحدةٌ كبيرةٌ دائمةُ الحركةِ. وله أيضا خمسةُ أزواجٍ من الأرْجلِ أو ستةٌ تَخَرُجُ من بطنِه، ولكنَّها ليست هي أعضاءَ الحركةِ الأساسيةِ.

وإذا راقبتَ براغيثَ الماءِ طيلةَ عامٍ في بيئتِها الطبيعيةِ، لاحظت تَغَيُّراً كبيراً في أعدادِها من فصلٍ إلى فصل.

ولكنَّ العجيبَ أنْ ترَى جماعاتِها في الربيع والصيفِ مُكوَّنَة من الإناثِ فقط، ثم تظهرُ الذكور فيما بعد. والذكورُ في نصفِ حجمِ الإناثِ تقريبا.

 

وتتميزُ الإناثُ أيضا بأن لها كِيسا بين مؤخر بطنِها والدَّرقةِ التي تُغطِّيه. وهذا الكيسُ يُسمى "كيس الحضانةِ"، لأن الأنثىَ تحفظُ فيه بيضَها حتى تَتكوَّنَ فيه الصغارُ وتفقسَهُ.

ومن الأمور العجيبةِ التي سوف نُلاحظُها أيضا أنَّ رؤوسَ براغيثِ الماءِ يتغيرُ شكلُها بين الشتاءِ والصيفِ!

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]