ملء الفراغات
2011 الجدول الدوري
ليون غراي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
تمثلت إحدى أعظم إنجازات (مندلييف) في نقل العناصر إلى أماكن جديدة في المخطط بالرغم مما نتج عن ذلك من إفساد للترتيب الذي تشير إليه الكتلة الذرّية، لكن (مندلييف) استطاع بهذه الطريقة المحافظة على ترتيب العناصر حسب مستوى التكافؤ. ولعل أعظم إنجاز حققه (مندلييف) كان في وصف العناصر التي لم تكتشف
بعد في زمانه. فقد اقتنع (مندلييف)بالترتيب الطبيعي للجدول الدوري. لكن جدوله ضم بعض الفراغات واعتقد (مندلييف) أن هذه الفراغات، لابدّ وأن تمثل العناصر التي لم تكتشف بعد، بل إنه تنبأ أيضاً بالخواص الفيزيائية والكيميائية
لهذه العناصر غير المكتشفة. وردت إحدى هذه الفراغات تحت عنصر الألمنيوم في ترتيب جدول (مندلييف) فأطلق على هذه الخانة الفارغة اسم «إيكا – ألمنيوم» (أو «ألمنيوم واحد») – فكلمة «إيكا» (eka) مشتقة من اللغة السنسكريتية وتعني «واحد»، واسم «ألمنيوم – واحد» يبعد خانة واحدة عن عنصر الألمنيوم في الجدول الدوري، ثم
اكتشف هذا. ثم اكتشف هذا العنصر العالم الفرنسي (بول إميل ليكوك دو بوازبودران) (1838 – 1912) في عام (1875)، وأطلق عليه اسم «جاليوم» تكريماً لبلاده («جاليا» هي الكلمة اللاتينية لبلاد «فرنسا»). وفي عام (1879) اكتشف الكيميائي السويدي (لارس فريدريك نيلسون) (1840 – 1899) العنصر الذي أطلق عليه (مندلييف) اسم «بورون – واحد». وكذلك سمى (نيلسون) هذا العنصر
«سكانديوم» نسبة إلى بلاده الاسكندينافية. وفي عام (1886) اكتشف الكيميائي الألماني (كليمانس وينكلر) (1838 – 1904) عنصر «سيلكون – واحد»، الذي ورد ذكره في جدول (مندلييف)، وأطلق عليه (وينكلر) اسم العنصر «جرمانيوم» تكريماً لبلاده، ألمانيا. وفي جميع الحالات تطابقت خواص العناصر الجديدة مع تنبؤات (مندلييف).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]