نبذة عن حياة الشاعر”بشارة الخوري”
1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الشاعر بشارة الخوري شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
كثيرٌ منا يذكرُ ويرددُ القصيدةَ في ثورةِ فلسطين والتي يقولُ مَطلعُها:
سائلِ العلياءَ عنَّا والزّمانا
هل خَفَرْنا ذِمةً مُذْ عَرَفَانا؟
وفيها يقولُ:
شرفٌ للموتِ أنْ نُطعمَه
أنفسَا جبارةً تأبى الهوانا
وردةٌ من دمِنا في يدهِ
لو أتَى النارَ بها حالت جِنانا
……………………
يا جهاداً صفَّقَ المجدِ لَهُ
لَبِسَ الغارَ عليهِ الأرجوانا
إنها قصيدةٌ رائعةٌ للشاعر " بشارةَ الخوريِّ" الذي وُلِدَ في بيروت سنةَ 1885م .
وتَلقَّى بشارةَ دراستَه الأولى في الكتاتيبِ حيث تعلمَ مبادئَ القراءةِ والكتابةِ، ثم أقامَ فترةً في مدرسةٍ داخليةٍ اكتسبَ خلالها معرفةً جيدةً في اللغتين العربية والفرنسية.
أصدرَ بشارةُ في مطلعِ شبابِه جريدةَ "البرقِ" سنة 1908 م التي أصبحت مركزَ إشعاع ثقافيِّ يساهمُ في نشـرِ الوعي الاجتماعي والسياسي والأدبيِّ.
وكان في الوقت نفسِه مُهتماَ بدراسةِ الأدبِ العربي القديمِ مُعجبا به حتى أنَّه اتخذ لقبْ "الأخطلِ الصغيرِ" لإعجابه بالشعر الأموي "الأخطلِ التغلبيِّ".
وكما كان الأخطلُ الكبيرُ عربيا في شعورهِ مُنتمِيا إلى الخلافةِ الأمويةِ فإنَّ الأخطلَ الصغيرَ كان بدورهِ شاعرَ النهضةِ العربيةِ.
لذلك راحَ يُعمقُ الشعورَ القوميَّ في جريدتِه "البرق" حالماً بإنشاءِ دولةٍ عربيةٍ تضمُّ شَمْل العرب، مُحاربا الانتدابَ الفرنسـيَّ على وطنِه لبنانَ، بل أنشأ حزبا سمَّاهُ "حزبَ الشبيبةِ"
واختيِرَ بشارةُ في سنة 1925 م نقيبا للصحافَة اللبنانية وأصبح كذلك عضوا في المَجْمَعِ العلميِّ بدمشقَ سنة 1932م. وقد كرَّمهُ أدباءُ العربِ حيث أُقِيمَ له حفلُ تكريمٍ كبيرٍ في سنة 1961م. وانتقل إلى رحمة الله تعالى سنة 1968 م.
ترك بشارةُ الخوري آثارا نثريةً وشعريةً، ففي مجال النثر له:
– من بقايا الذاكرة.
– أحداث وأعلام.
– كبار وأصفياء.
– بين الشعر والسياسة.
أما شعرُه فقد ضمَّهُ ديوانُه المُسمَّى "شعرَ الأخطلِ الصغيرِ". وقد تنوعت موضوعاتُ شعرِه، ففيهِ الشعرُ الوطنيُّ والوجدانيُّ الذي عبَّرَ فيه عن عواطفهِ وتأملاتِه في الحياةِ والناسِ.
لقد كان بشارةُ الخوريُّ يُحسُّ بمعانِي الحياة الجميلةِ ويهتمُ بالطبيعةِ، فهو يتغنَّى بالأشجار والأزهارِ والينابيعِ والنسيمِ والطيورِ المُغردةِ، ولكنه من خلال هذا كلِّه يتناولُ شئون المجتمعِ وقضايا المجتمعِ العامةِ، يقولُ:
أنا في شمالِ الحبِّ قلبٌ خافِقٌ
وعلى يمينِ الحقِّ طيرٌ شادِ
غَنَّيت للشرقِ الجريحِ وفي يدِي
ما في سماءِ الشرقِ من أمجادِ
وكانت ألفاظُه سهلةٌ لا غرابةَ فيها، ومعانيه واضحةٌ وهدفُه دائماً البحثَ عن الحريةِ ومُحاربةَ الفقر داعياً إلى العدالةِ.
وكان لبشَارةَ الخوريِّ أيضا شعرٌ قصصـيٌ، وكان يستمدُ قِصَصَهُ من الواقعِ الاجتماعيِّ والتاريخِ العربيِّ، ومن أهم قصائدِه القصصيةِ:
– سلمَى الكورانية: وهي تحكي قصةَ فتاةٍ وشاب سُدَّت أمامَهما أبوابُ الرزقِ، وفيها دعوةٌ للحفاظِ على الشـرفِ والطُّهر.
– الريال المُزيف: تُصوِّرُ هذه القصةُ معاناةَ زوجةِ جنديِّ اسُشهدَ زوجُها وتركَ طفلةً صغيرةً، فهي تُكافحُ ذُلَّ الفقرِ والحاجةِ.
– المسلول: وهي أشهرُ قصائدِه القصصيةِ، وتدورُ حولَ شاب وقعَ في دربِ الغِوايةِ فأدَّى هذا إلى أنْ نشِبَ مرضُ السلِ في جسدِه.
– عروة وعفراء: ويتحدثُ فيها عن مُحبَّيْن عاشا في صدرِ الإسلامِ هما عُروةُ وعفراءُ جمعتهما صُحبةٌ منذُ الطفولةِ وقد نما بينهما حبُّ بريءٌ، ولكنَّ الطمعَ فرَّق بينهما. وفيها أشادَ بالعواطفِ النبيلةِ والوفاءِ.
ولبشارةَ الخوري قصائدٌ قصصيةٌ أخرىَ منها "عمر ونعم" عن الشاعر عمرِ بنِ أبي ربيعةَ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]