نبذة تعريفية عن مكونات ووظائف طبقة بشرةُ الجلد
1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
طبقة بشرةُ الجلد وظائف بشرة الجلد مكونات بشرة الجلد الطب
البشـرةُ هي الطَبقةُ السطحيِّةُ الخارجيةُ لجلدِ الإنسانِ. ويتكوَّنُ الجلدُ كما هو مبينٌ في الرسم من ثلاثِ طبقاتٍ، هي : البَشَـرةُ ثم الأدَمَـةُ ثم طبقةُ الخلايا الدهنية.
ويُغطِّي البشـرةَ خمسةُ مليونِ شعرةٍ تقريباً منتشرةً على الجسمِ كلِّه. ولكنَّ بعض الأماكنِ ليس بها شعرٌ مثلَ راحةِ اليدين وباطنِ القدمين والشفتين.
ولو نظرنا إلى البشـرةِ بدقَّة، خصوصا على أطرافِ الأصابعِ، لوجدنا بها خطوطا بارزةً وخطوطا أخرى منخفضةً مُكوِّنةً ثنايا أو قنوات.
وتَفتَحُ الغُددُ العَرَقيِةُ على الخطوطِ البارزةِ ويَسيلُ العرَقُ ويجري في القنواتِ والثنايا الكثيرةِ والمُتشعبَّة والمتشابكة وبذلك يتوزعُ العرقُ بسـرعةٍ فائقةٍ على سطح بَشَـرةِ الجلدِ. وسطحُ البشرةِ واسعٌ إذ تبلغُ مساحتُه في الإنسان البالغ 1.8 متر مربع تقريبا.
وتوزيع ُ العرقِ بسـرعةِ على هذا النحو، وعلى هذه المساحة الواسعة، يساعد على تبخره بسـرعة. وعندما يتبخرُ العرقُ فإنه يمتصُّ الحرارةَ اللازمةَ لتبخرهِ من جسمِ الإنسانِ، وبذلك يَبرُدُ الجسمُ.
والخطوطُ البارزةُ والخطوطُ المنخفضةُ التي نراها على سطح بَشَـرةِ الجلدِ يتكونُ منها أشكالٌ مختلفةٌ. والأشكالُ التي تُوجدُ على أطرافِ الأصابعِ تُعرَفُ "بالبَصَمَاتِ"
وتتكون ُ البَشَـرةُ من عِدةِ صفوفٍ من الخلايا. وتُعرفُ الطبقةُ السطحية من هذه الخلايا بالطبقة القرنيةِ، التي يبلغُ سُمكُها جزءا من مئةِ جزءٍ من الملِّيمتر.
وهذه الطبقةُ الرقيقةُ – التي تبلغُ في سمْكِها مثلَ القشـرةِ الخارجيةِ للبَصَلِ – لها أهميةٌ كبرَى بالنسبةِ لجسمِ الإنسانِ، إذ إنها تمنعُ فُقدانَ الماءِ منه أو دخول الهواءِ والماءِ إليه. كما تَحميهِ أيضا من الميكروبات ومن تأثيرِ الموادِّ الكيميائيةِ، والمؤثراتِ الطبيعيةِ كالضوءِ وصور الأشعةِ الأخرَى.
وعند أطراف الأصابعِ تكوِّن الطبقةُ القرنيةُ الأظافرَ.
وبعد الطبقةِ القرنيةِ تأتي الطبقةُ الحبيبيةُ، وتَلِيها الطبقةُ الشائكةُ، ثم الطبقةُ السُّفلَى القاعديةُ التي تَحتوي على خلايا الميلانيين التي تُكوِّن 10% من هذه الطبقة.
وتَنشَأُ خلايا الميلانين في الجنينِ من جهازه العصبي ثم تُهاجِرُ إلى الجلدِ في الأسبوعِ الثامنِ أو العاشرِ من بداية الحمْل.
ويبلغُ عددُ هذه الخلايا في الطفلِ، كما في الإنسان البالغِ، 2 بليون خلية تقريبا (البليونُ يساوي ألفَ مليونٍ). وهذا العددُ من الخلايا ثابتٌ بالنسبةِ لجميعِ أجناسِ البشرِ فلا فرقَ في عددِها بين أسمرَ وأبيضَ وأسودَ. ولو أننا استطعنا أنْ نجمعَ خلايا الميلانين من الجسمِ كلِّه في كتلةٍ واحدةٍ لوصلَ حجمُها إلى سنتيمتر مكعبٍ واحدٍ.
وخليةُ الميلانينِ لها شكلٌ أخطبوطي، فلها أذرعٌ مُتفرعةٌ كثيرةٌ، كما إنها تُفرزُ حبيباتِ الميلانين (مادةِ الصبغِ المُلوَّنةِ).
وتتكوَّنُ حبيباتُ الميلانين داخلَ الخليةِ نتيجةَ تفاعلٍ كيميائيٍ مُعقدٍ تتحكمُ فيه وتنظمُه إنزيمات معينةٌ و هرمونات خاصةً من الغدةِ النُّخاميةِ في الرأسِ. وهــذا كلُّه تتحكمُ فيــه الوراثةُ فيختــلفُ فــي الأجـنـــاسِ البشــريــةِ وفـي الأفرادِ مـن كـل جنسٍ منها.
وعنــدما يـتعــرضُ الإنســانُ للشمسِ تنشَطُ خلايا الميلانينِ وتُفــرزُ مزيــداً مـن حبيبات الميلانينِ التي تكونُ عادةً في مراحل مختلفة من النُّضجِ. ثم بعد ذلك تقومُ خليةُ الميلانينِ بتوزيعِ الحبيباتِ بواسطةِ أذرعِها العديدةِ على باقي خلايا البشـرةِ الأخرَى بنظام دقيقٍ.
وتُزوِّدُ كلُّ واحدةٍ من خلايا الميلانينِ 36 من خلايا البشـرةِ الأخرى بحبيباتِ الميلانين. وعمليةُ تكوينِ حبيباتِ الميلانينِ مُستمرةٌ ومُتجددةٌ ولا تتوقفُ ولا يختلُّ نظامُها إلا إذا مَرِضَت خلايا الميلانينِ أو اختفَت، مما يؤُدِّي إلى اضطرابٍ أو اختلافٍ في لون الجلدِ
وفي النهايةِ يمكنُنا أنْ نقولَ إن أهمَّ وظائفِ البشـرةِ هي تكوينُ الطبقةِ السطحيةِ القرنيةِ الواقيةِ، وإنتاجُ حبيباتِ الميلانينِ التي تَحِمي خلايا البشـرةِ من التأثيراتِ الضارةِ التي قد تَحدثُ مع شدةِ أو كثرةِ التعرضِ للشمسِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]