نبذة تعريفية عن مدينة “بابل” العراقية
1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مدينة بابل العراقية الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
بابلُ مدينةٌ قديمة بأرضِ الرافدين، أي نهرَيْ دجلة والفرات. وقد كانت قاعدةَ امبراطورية بابل، والتي قامت بعد سقوطِ سومر وقد أنشأها حمورابي حوالي 2100 ق.م .
امتدت من الخليج العربي جنوبا إلى نهر دجلة شمالا. ويطلق اسم بابل على الحضارات التي قامت بجنوب بلادِ الرافدين في هذه الفترةِ "الألف الثالثة ق.م. ".
وتُعَدُّ بابلُ من أشهر المدن القديمة، ورد ذكرها في القرآن الكريم قال تعالى(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (البقرة:102)
وعُدَّت أسوار بابل وجِنانُها المعلقةُ من بين عجائب الدنيا السبع. وقد اشْتَهَر ملكُها العظيم حمورابي بالقوانين التي سُمِّيَت باسمه وخلدته كأعظم مُشَـرِّعٍ في التاريخ القديم.
وقد استمد حمورابي قوانينه من القوانين السومرية والأكادية، واعتمد على العُرْفِ والتقاليد التي كانت مُتَّبَعة في عصره.
وقد دام حكم حمورابي 43 عاما ازدهرت فيها الحضارات البابلية وأثَّرَت تأثيرا كبيرا في الشرق الأدنى القديم ويُعَدُّ عصـره العصـرَ الذهبيَّ للبلاد العراقية.
وقد ضَعُفَت الدولة البابلية بعد حمورابي وسقطت بابلُ في أيدي "الكاشيين" الذين أسسوا فيها دولة لهم دامت ستة قرون تقريباً.
وبعدها جاءت الإمبراطورية الآشورية التي انتهت على يد "بختنصـر الأول" الذي أنشأ ما يسميه المؤرخون "مملكة بابل الجديدة" وذلك عام 610 ق.م.
وقد حكم بختنصـر الأول عشرين عاما قضاها في تأسيس امبراطورتيه – واستطاع ابنه بختنصر الثاني في عهد والده أن يهزم الجيش المصـري بقيادة فرعونَ مصر "نيخاو" في قرقميش عام 605 ق.م.، واستطاع بختنصر أَنْ يَسْتوليَ على بيت المقدس وَيَهْدِمَ الهيكل اليهوديَّ فيه وأنْ يأسرَ اليهودَ ويعاقبِهم.
وقد ازدهرت بابل في عهد "بختنصـر الثاني" بعد أن استقرت الأحوال السياسية فيها (605 – 562 ق.م.)
وأخذ هذا الملكُ يوجه جهوده نحو تشييدِ العمائرِ الجديدةِ بحدائقها المعلقةِ، ويرمم المعابدَ المهدمةَ، وأعاد بناء المدينةِ بأسلوب جديدٍ رُوعيَ فيه تحصينات المدينة، وقد صارت بابلُ أوسعَ وأجمْل بَلْ وأكثْر رخاء من أيةِ مدينةِ أخرى.
ينساب فيها نهر الفرات من الشمال إلى الجنوب، ويحيط بها خندق وسوران الخارجيُّ منها طوله 18 كم والداخليُّ مستطيلُ الشكل يمر النهرُ من خلاله ويُقَسِّمُه إلى قسمين: في القسم الشـرقي توجد القصورُ والمعابد، وفي القسم الغربي توجد المدينةُ الجديدة.
وخُطِّطَت فيها الشوارع المستقيمةُ والعريضة وعُبِّدِّتْ بالآجُرِّ (الطوب المحروق) والقار ومن أهم شوارعها شارع الموكب أو " الطريق المقدس" الذي يمر ببوابة عِشْتار وينتهي بالبرج المُدرَّج.
لقد كان للفن البابلي طابعه الخاص وهو استخدام الآجُرِّ بألوانه المختلفة، وكان يُصنع من طمي النهر ويشكل على هيئة طوب ثم يحرق.
كما شّيَّدَ بختنصر الثاني في بابل القصـر الجنوبي، وهو مبنيٌّ من الآجُرِّ وأبرز ما فيه ساحته الضخمة التي توجد في أحد أضلاعها قاعة عرش الملك وفي شارع الموكب تقع بوابة عشتار بحيواناتها الخرافية – وعلى يمين الشارع يوجدُ معبدُ "تن – ماخ" وبرجُ المعبدِ الضخمِ المرتفع والذي يشرف على كل بناء آخر في القصر والمدينة.
وهذا البرج هو المعروف في الحضارة البابلية باسم "برج بابل" والذي حِيكَتْ حَولَه القِصَصُ والحكايات ومازالت بقاياه موجودة إلى الآن في مدينة بابل.
وفي يسار الشارع المقدس يوجد القصرُ الشمالي أو القصر الرئيسي لبختنصـر والذي عُثِرَ في إحدى ساحاته على أهم أثر وهو رمز بابل وممثل عظمتها "أسد بابل"، وهو منحوت من حجر البَازَلْت وهو رمز للآلهـةِ عشتار المحاربة (وهي زوجة إله آشور إله الحرب).
كانت بابلُ في عهد بختنصر الثاني مسـرة للناظرين ومقصدا للمسرات حيث عرفت عند الإغريق بهذا الاسم.
إلا أنّ خلفاء هذا الملك كانوا ضِعافاً فأضاعوا كل ما بناه حيث تمكن ملك الفرس "قورش" عام 539 ق.م. من القضاء على هذه الدولة، ودخلت بابل تحت الحكم الفارسي الذي استمر حتى الفتح الإسلامي.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]