نبذة تعريفية عن عهد “الأدارسة”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

عهد الأدارسة التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

ينتسب الأدارسة إلى إدريسَ بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن عليٍّ بن أبي طالب.

وقد اشترك إدريسُ في الثورة التي قام بها الحَسَنِيُّون، الذين ينتسبون إلى الحسن بن عليٍّ بن أبي طالب رضي الله عنهما، في مكة ضدَّ الخلافة العباسية، إلا ان هذه الثورة قد فشلت- فقد قضى عليها العباسيون في عام 169هـ: 786م.

ولكن تمكن بعض الحسنيون من الفرار، ومنهم إدريس بن عبدالله الذي قصد المغرب حيث بايعه كثير من القبائل بالإمامة وذلك في عام 172هـ: 789م. كما انضم إليه الناس من كل مكان في المغرب مما أدى إلى قيام الدولة الإدريسية.

وابتداءً من عام 191هـ: 807م شُرِع في تأسيس مدينة "فاس" التي أصبحت عاصمة للدولة الجديدة، وقد سكن هذه المدينة المسمون من العرب أو من البرابر سكان البلاد الأصليين الذين دخلوا حديثاً في الإسلام، كما سكنها اليهودُ.

ويبدو أن بناء مدينة فاس قد استغرق بين ثلاثِ سنوات إلى أربع. وأشهرُ المباني التي أقيمت في فاس في عهد الأدراسة جامع القرويِّين الذي لا يزال قائماً حتى الوقت الحاضر- وقد بُنِيَ هذا الجامع في عام 245هـ: 860 م.

وكانت قوة الدولة الإدريسية ترجع إلى ما كان يتمتع به الإمام من الإجلال والشـريف بصفته من نسل بين النبوة. وقد امتدت هذه الدولة من تِلمِسان وسواحل المغرب الأوسط حتى بلاد السوس الأقصـى ووادي نفيس.

إلا أنها سرعان ما حلَّ بها الضعف بسبب الصـراعات التي نشبت بين أفراد الأسرة طمعاً في تولي الحكم. وحينئذ كان الفاطموين من آل البيت قد ازدادت قوتهم بحيث سعوا إلى إقامة دولة جديدة في المغرب.

والفاطميون ينتسبون إلى فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوجة علي بن أبي طالب، ومن اسمها اتخذوا لقبهم، ولكنهم كانوا يختلفون عن الأدراسة في انتسابهم إلى الحسين بن علي لا إلى أخيه الحسن.

وقد مَهَرَ دعاة الفاطميين في نشـر الدعوة لهم وفي تنظيم اتباعهم واستغلال الحماسة الدينية لهم فلم يمضِ وقت طويل حتى تمكنوا من إخضاع قبايل المغرب والقضاء على الدويلات القائمة في هذه المنطقة، ومنها الأدارسة التي زالت من الوجود في عام 305هـ: 917م.