نبذة تعريفية عن نهر الأُرْدُن
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نهر الأردن الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
الأُردن نهرٌ صغير, يتلقَّى ماءَه من الأمطار التي تسقطُ في فصل الشتاء، على أراضي أربعِ دول عربية، هي: سوريا، لبنان، المملكة الأردنية الهاشمية، وفلسطين.
وتبدأ منابعه العليا في الركن الجنوبي الشـرقي لجبل الشيخ، الذي ترتفع قمتُّه أكثرَ من 2800 متر، مما جعلَ الثلوج تتراكمُ فوقَها معظمَ أيامِ السنة، فتبدو للناظر إليها من بعيد بيضاءَ لامعةً، كَشْيَبة الرَّجل المُسِنِّ، وربما كان هذا هو السببُ في تسميته بالشيخ.
وتتدفق قربَ قواعد هذا الجبل عشراتٌ من الينابيع الكبيرة، التي تغذيها مياه الأمطار المُتَسَـرِّبة إلى جوف الصخور في الشتاء والربيع، والمياه الناتجة عن ذوبان ثلوج القمّة في فصل الصيف.
وتتجمّعُ مياهُ هذه الينابيع في ثلاثةِ أنهار صغيرة، هي "بانياس" و "دان" في أراضي سوريا، ونهر "الحصباني" في جنوب لبنان.
وتلتقي هذه الأنهار شمالي فلسطين، لتصب في بحيرة "الحولة" التي لم يَعُدْ لها وجود، بعد أن قام اليهودُ بتجفيفها منذُ سنوات، واستغَلُّو أرضَها للزراعة، وبناءِ المستعمرات.
والى الجنوبِ من الحولة، يَشُقُّ النهرُ طريقه في سهلٍ ينخفض بسـرعة، حتى يَصُبَّ في بحيرة طَبَريِّة التي يهبطُ سطحُها بمقدار 213 متراً تحت مستوى البحر.
ويخرجُ النهر من الطرف الجنوبي الضيّق لهذه البحيرة، وتكون قناتهُ كثيرةَ التعاريج والمنعطفات، ويتجه إلى الجنوب مسافة 110 كيلومترات إلى أن يَصُبَّ في البحر الميِّت، عند نقطةٍ تنخفض ما يقربُ من أَرْبَعِمِئَة مترٍ تحت سطح البحر.
وعلى طول هذه المسافة بين بحيرة طبرية والبحر الميت، لا يتَلَقَّى نهر الأردن إلاّ عدداً قليلا من الروافد، أهمُّها نهر اليرموك، وهو أكبرُ روافد نهر الأردن، وأغزرُها ماءً، حيث تغذيه ينابيعُ كثيرة.
وقد حوَّلتْ الحكومة الأردنية معظمَ مياه هذا الرافد في قناة اصطناعية، تسقي أراضي منطقة "الغور"، وهي أهم المناطق الزراعية بالمملكة الأردنية الهاشميّة.
بعد ذلك يتلقَّى نهر الأردن عدداً من الأنهار القليلة الماء، أكبرُها نهر "الزرقاء" الذي ينبع من هضاب شرق الأردن، ونهر "القارعة" وهو ينبع من المرتفعات الفلسطينية.
وفيما مضـى، كان نهرُ الأردن يُغْرِقُ مساحاتٍ كبيرةً من الأراضي على كِلَا جانبيْه أثناءَ فيضانِه في فصل الشتاء، أما الآنَ فهو عبارة عن جدولٍ يستطيعُ الإنسانُ عبوره على قدميْه، لِقِلَّة ما يجري فيه من ماءٍ مالح.
وسببُ قِلَّةِ مياه النهر وملوحتِها حالياً، يرجع لتدخل اليهود، الذين حَوَّلُوا منابعَهُ العذبةَ إلى الشمال من بحيرة طبرية، بواسطة قناة حفروها داخلَ الأراضي الفلسطينية المحتلة لتسقِيَ مستعمراتِهم، في منطقة "صحراء النقب"، جنوبي فلسطين. لهذا فإن مواردَ نهر الأردن الآن تقتصـر على عيون مالحة، تنبع من قاع بحيرة طبريّة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]