نبذة تعريفية عن شبه جزيرة أيبيريا
1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
شبه جزيرة أيبيريا الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا
شِبْهُ جزيرةِ واسعةٍ، تبلغُ مساحتُها 595449 كم2. استمدت اسمها من الشَعْبِ الأيبيري الذي استقرَّ فيها منذ القدم.
تقع في أقصى جنوب غرب قارة أوروبا وتشمل دولتين هما: أسبانيا (492592 كم2) والبرتغال (103 ألف كم2 + جزر الأزور والماديرا).
وتكاد شبهُ جزيرة أيبيريا أنْ تلامسَ قارةَ إفريقيا، إذْ لا يزيدُ عَرْضُ مضيق جبل طارق الذي يَفْصِلُ بين القارتين عن 12.8 كم فقط.
وتمثِّلُ شبهُ جزيرةِ أيبيريا هضبةً واسعةً تُدعى (ميزيتا)، تخترقُها أوديةٌ نهريةٌ كبيرة. كما تَشْتَهِرُ بعددٍ من السلاسلِ الجبلية التي تَمتدُّ من الغرب إلى الشرق ويُطْلَقُ عليها اسمُ (سييرا). أَما السهولُ فهي قليلةٌ وضيقة بشكل عام وتَنْحَصِرُ بجوارِ السواحل.
وهكذا فإنَّ شبهَ جزيرةِ أيبيريا تحتَلُّ المرتبةَ الأولى بينَ دولِ أوروبا كافةً من حيثُ ارتفاعُها المتوسط. فهي تأتي مباشرةً بعد سويسـرا في هذا المجال.
كما أنَّ متوسطَ ارتفاعِ شبه الجزيرة يزيدُ مرة ونصف مرة عن متوسطِ ارتفاعِ الأراضي الفرنسية. مع أنَّ ارتفاعَ أعلى قمةٍ فيها، وهي قمةُ (مولاي حسن) في جنوبِ أسبانيا، لا يزيدُ عن 3470م.
وتَفْصِلُ جِبالُ البيرينيه (البرانس) شبهِ جزيرةِ أيبيريا عن بقية القارةِ الأوروبية. ويصلُ ارتفاع هذه الجبالِ العاليةِ 3660 بطولِ 432 كم وعرض 140 كم. كما تتصف بوعورتِها وصعوبة اجتيازها.
ولهذا فإنّ طرقَ المواصلاتِ تدورُ حولَها مسايرةً للسهلِ الساحلي. ولا تستطيعُ طرقُ السياراتِ اجتيازها إلا من خلال بعضِ الممرات الجبليةِ أو الأنفاق.
والهضبةُ الوسطى في شبهِ جزيرةِ أيبيريا قليلةُ النبات، والسائد منه هو من النباتات شبه الصحراوية. وذلك يعودُ إلى مناخِها القاري الباردِ شتاءً والحارِ صيفاً. كما يعودُ أيضا إلى قلة أمطارها بشكل عام.
وتَشْتَهِرُ الأغنامُ التي تُربى فوقَ تلك الهضبةِ بأصوافها التي تُعّدُّ من أشهر الأصواف في العالم. وتقعُ مدريدُ، عاصمة أسبانيا (3.2 مليون نسمة) في وسط تلكَ الهضبةِ على ارتفاع 666م. وهي بموقِعِها هذا تُعدُّ من أكثرِ العواصمِ الأوروبيةِ ارتفاعاً.
أما في الجزءِ الشَّمالي والشمالي الغربي من شبهِ الجزيرةِ فيسودُ المناخُ المحيطي البحري. إذا تَكْثُرُ الأمطارُ وتَتَوَزَّعُ على كل فصول السنة.
كما تكونُ درجاتُ الحرارةِ أقلَّ ارتفاعاً في الصَّيفِ وأكثر اعتدالاً في الشتاء. ولهذا تسودُ في تلك المناطقِ غابات السنديان والزان وخاصة فَوقَ السفوحِ الجبليةِ.
أما على السواحلِ الشـرقيةِ فيسودُ مناخُ البحرِ المتوسط (المناخ المتوسطي) الذي يَمتازُ بصيفٍ حار وجاف وبشتاءٍ معتدلٍ وممطر.
وتنبعُ معظمُ أنهار شبه الجزيرةِ من الهضبةِ الوسطى (ميزيتا)، وتتجهُ نحوَ الغربِ لتَصُبَّ في المحيطِ الأطلنطي، مثلَ نهرِ التاج ونهر دورو ونهر الوادي الكبير.
أمّا نَهر ايبرو الشهير فيصبُّ في البحرِ المتوسط. وتَقِلُّ غزارةُ جميعِ هذه الأنهار في فَصلِ الصيفِ بسبب الحرارةِ المرتفعةِ والتبخرِ الشديد.
وتشتهرُ شبهُ جزيرةِ أيبيريا بعددٍ كبير من الغلات الزراعية وخاصةً في السهولِ الدنيا للوديانِ النَّهْرِيَّةِ وفي السهولِ الساحلية.
وأهمُّ أنواع المحاصيل الزراعية: الحبوبُ والبنجرُ والزيتون البرتقال والكروم. كما تَشْتَهِرُ شبهُ الجزيرةِ بمعالمها الأثرية والعمرانيةِ التي خَلَّفَها العربُ المسلمون، وبمنتجعاتها السياحيةِ التي يقصدُها الزوار من كافة أرجاء العالم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]