نبذة تعريفية عن قارة أوروبا
1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
قارة أوروبا الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا
قارة أوروبا هي ثاني أصغرِ القاراتِ في العالم، وذلك بعد قارة أُستراليا التي تُعدُّ أصغرَ قارة في العالمِ، وتحتوي قارة أوروبا على 8% من مساحة اليابسة في العالم، حيث تصل مساحتُها إلى 4,957000 كم2
;ما يعيشُ في القارةِ الأوروبيةِ 14.5% من مجموعِ سكانِ العالم، وقد وصل عددُ سكانِها عامَ 1985 حوالي 539,949,000 نسمة (باستثناء الاتحاد السوفيتي السابق وتركيا).
وفيها عدةُ مدن يَسكُنُ كل منها أكثر من 2 مليون نسمة، ومنها: لندن، وموسكو، وليننجراد، ومدريد وأثينا، وكييف، وبودابست، وباريس، وإستانبول.
وتُعدُّ أوروبا شبهَ جزيرة كبيرة يبلغُ طولُ سواحلها 37900 كم، كما عَمِلَتْ المحيطاتُ والبحار الداخلية والخلجان على تقطيع القارةِ إلى جزر وأشباه جزر كالدانمرك، وإيطاليا، واسكندنافيا، واليونان.
وتخترقُ القارةَ سلسلةُ جبالِ الألب التي تستمرُ صوبَ الشرقِ وتُسمى الألب الترانسلفانية صوب الغرب حتى البرانس، كما تمتدُّ سلاسلُ جبلية صوب الجنوب حيث تُوجَدُ جبالُ بندس في البلقان، وأبنين في إيطاليا.
وتصل أعلى قمة في المناطقِ الاسكندنافية إلى 8000 قدم، وفي البرانس إلى 11000 قدم، وفي جبالِ الألبِ السويسرية إلى 14000 قدم.
أمَّا بقيةُ سطح القارة الأوروبية فهو عبارة عن سهول وبعض المرتفعاتِ التي تخترقُها الأنهارُ ومنها: الدانوب الذي يصبُّ في البحرِ الأسودِ، والألب، والراين اللذان يصبان في بحر الشمال، إضافةً إلى الرون الذي يصبُّ في البحر المتوسط.
وتتفاوتُ درجاتُ الحرارةِ بين المناطقِ الجبلية والتي تتصف بالبرودةِ، والمناطق الساحلية الدافئة، حيثُ تصلُ درجة الحرارة إلى الصفر المئوي في المناطق الساحلية وإلى حوالي 9 درجات تحت الصفر المئوي في المناطق الجبلية في فصل الشتاءِ، وفي فصلِ الصيف ترتفعُ إلى حوالي 21°م.
وفي أوروبا أربعةُ أنواعٍ من المناخ أولُها: مُناخُ الساحلِ الغربي والذي يتمتعُ بدفء شامل مع سقوط الأمطار في معظم فصولِ السنة.
وثانيها مناخُ شرق أوروبا ويشمل هنغاريا، والاتحاد السوفيتي السابق، ويتصف بالبرودةِ الشديدةِ، وقد تصل كميةُ الأمطار إلى 20 بوصة سنويا.
والنوعُ الثالثُ هو المناخ الداخلي الذي تصل فيه درجةُ الحرارةِ إلى التجمد أو ما دونه في فصل الشتاء، وقد ترتفعُ إلى 21° م في فصل الصيف.
أما النوعُ الرابعُ فهو مناخ البحر المتوسط الدافئ ممطر شتاء، والذي يتصف بارتفاعِ الحرارةِ والجفاف صيفا.
وتغطي الغاباتُ معظمَ أراضي أوروبا في الوقتِ الحاضر نظرا لخصوبةِ تربتها وتمتعها بمناخ جيد لنمو الأشجار، هذا ويتألفُ الغطاءُ النباتي من عدةِ أقاليم منها: إقليم التندرا وهو عبارة عن إقليم تتجمد فيه التربةُ معظم شهور السنة.
ولذا فهو إقليمٌ فقيرٌ بالأشجارِ، وإلى الجنوب منه يُوجَد إقليم "التاييجا"، وهو حزامٌ من غاباتِ الصنوبر يقعُ شمالي الدول الاسكندنافيةِ وروسيا، وتُستَغَلُّ أشجارُه في صناعة الورق.
أما الأقليمُ الثالثُ فهو عبارة عن منطقةِ الغابات المختلطة، ويتميز بفقرِ تربتهِ للموادِ العضوية. وتنمو الأشجارُ ذاتُ الأوراق العريضةِ في مناطقِ التربةِ الجيدة، أما في مناطقِ التربةِ الفقيرةِ فتُوجَدُ أشجارُ الصنوبر ذاتُ المردود المالي السريع.
أمّا إقليمُ الحشائشِ فيمتدُّ داخلَ الاتحاد السوفيتي السابق، وتغطيه الثلوجُ طوالَ فصلِ الشتاء، وعندَ حلولِ الربيع والصيف تنصهرُ الثلوج، وتتحولُ الأراضي الجرداء إلى مروج خضـراء، ويُعدُّ هذا الإقليم من أشهر أقاليم العالم في إنتاج القمح والشعير.
أمّا الأقليمُ المحاذي لسواحلِ البحر المتوسط فيمتاز بخصوبةِ تربتهِ وجودة مُناخِهِ، وتنوع زراعته، فتُزرعُ أشجارُ البرتقالِ والليمون والزيتون، وتَكثرُ أشجارُ البلوط والكستناء.
ورُغم الصيدِ الجائرِ للحيواناتِ البرية، تُوَجدُ أنواعٌ متعددةٌ من الحيوانات كالدبِّ والغزالِ والذئب والأرنب وبعض القوارض، إضافةً إلى عددٍ كبيرةٍ من الطيور، وما يزيد عن مئة نوعٍ من الزواحفِ المشتملةِ على اثني عشـر نوعاً من الأفاعي.
يمتاز الأوروبيون بحب النظامِ والانضباط وميلهم إلى الاكتشاف، وكان من جراء هذه العواملِ مع حبهم للبحارِ، وبحكم موقع القارة الأوروبيةِ تَوجَّه الأوروبيون إلى التوسعِ الاستعماري.
وبعد أنْ ظلتْ أوروبا ولمدةٍ طويلةٍ دون منافس تهيمنُ على كثير من بقاع العالم بدأت تدخلُ في نزاعاتٍ وانقساماتِ داخلية، فالحروبُ اشتدَ لهيبُها بين الدولِ الأوروبية، وخاضتْ غمارَ حربين عالميتين كانت نتيجتَهما الدمار والهلاك.
وهناك 31 دولة مستقلةٍ في أوروبا، وكلٌّ منها عرضة لأزماتٍ سياسية واقتصادية، وهذا ما أهابَ بالعديدِ من دولِها إلى الاتحاد معاً لأجلِ مصالحِها المتبادلة، فمنظمةُ ميثاق الأطلس الشمالي (ناتو)، ودول حلف وارسو هما منظمتان دفاعيتان.
أما الجمعيةُ الأوروبية للتجارةِ الحرةِ (أفتا)، وجمعية بنلوكس والمجموعة الأوروبية الاقتصادية، ومجلس المعونات الاقتصادية المتبادلة (كوميكون)، فهو فيها جميعا تأمينُ الفوائِد الاقتصادية، وتحقيقُ وحدةِ الدول الأوروبية. وقد قَطَعَتْ دولُ أوروبا الغربية شوطاً ملحوظاً في هذا الاتجاه.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]