نبذة تعريفية عن جزيرة أيسلندا

1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

جزيرة أيسلندا الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا

جزيرةٌ نائيةٌ تَقَعُ في أقصـى شمالِ المُحيط الأطلنطي. وهي تُعَدُّ أكبرَ جزر أوروبا بعد بريطانيا. تمتدُّ معظمُ أراضيها جنوبَ الدائرةِ القطبية الشمالية مباشرةً بين درجتي 64° و 66° شمالا.

تبلغُ مساحةُ جزيرة أَيْسْلَنْدَا 103000 كم². وتتكونُ أرضُ الجزيرةِ بكاملها من الصخور البُرْكَانِيَّةِ التي تُشَكِّلُ هضبةً عاليةً في وسط الجزيرة. ويُوجَدُ فيها عددٌ مِنَ البراكين لا تزالُ ثائرةً حتى الآن.

وأهمُّ هذه البراكينِ بركانُ "هيكلا" أو "جبل النار" الذي يصلُ ارتفاعُهُ إلى 447 متراً. وقد كانت آخرُ ثوراتِهِ المدمرة عام 1947.

 

وتَكْثُرُ في الجزيرةِ أيضاً الينابيعُ المعدنيةُ الحارة الطبيعية التي تَخْرُجُ مِنْ باطنِ الأرضِ على شكل فوَّاراتٍ حارةٍ يستخدمُها السكانُ في التدفئةِ وتوليد الكَهْرَبَاء.

يُغَطي الجليدُ الدائمُ قِسماً كبيراً من الهضبةِ الوسطى. كما تغطي الثلاجات حوالي ثمن المساحة الإجمالية للجزيرة ، حيث يكونُ المناخُ قاسياً وشديدَ البرودةِ.

أما الأجزاءُ الجنوبيةُ والجنوبية الغربية من ايسلندا فتتأثرُ كثيراً بمياهِ المُحيط الأطلسـي وخاصةً بمياه تيار الخليج الدافئة، ولهذا تكونُ الحرارةُ أكثر اعتدالاً والمناخ أَقلَّ قساوة..

وهذا يَسْمَحُ بدوره بانتشار أعشاب التَنْدرا كما يَسمحُ بالاستيطانِ البَشَري في تلك الأجزاء التي لا تُغَطيها الثلوجُ الدائمة.

 

وأيسلندا جمهوريةٌ مستقلةٌ، يَتَمَتَّعُ سكانُها بمتوسطِ دخلٍ فردي مرتفعٍ يعادلُ متوسطاتِ الدخل الفردي في أكثر الدول الأوروبية تقدماً مثل فرنسا وألمانيا الغربية.

وعلى الرغم مِنْ أنَّ أيسلندا أقرب إلى جرينلندا، إلا أنها ترتبطُ بقارة أوروبا بِرَوابطَ تقليديةٍ تاريخيةٍ وسياسيةٍ واقتصاديةٍ، وخاصةً مع الدولِ الاسكندنافية والدانمارك وألمانيا وبريطانيا والاتحاد السوفيتي السابق. وقد انضمت أيسلندا إلى حلف شمال الأطلسـي منذ عام 1949.

ومما يدعو للدهشةِ أنَّ الزراعة تُعَدُّ من المواردِ الاقتصادية المهمةِ في جمهورية أيسلندا. فرغم الطقس القاسي والبرد القارس شتاء نلاحظُ وجودَ زراعات متنوعة في أيسلندا وخاصة في الجنوب والجنوب الغربي للجزيرة.

 

ويعود الفضل في ذلك إلى المياه الباطنية الساخنة التي تُستَخدَمُ في تدفئةِ البيوت الزجاجية الكبيرة حيثُ نشاهدُ أنواعاً عديدةً من الزراعات مثل الخضـروات بأنواعها المختلفة وعددٍ من فواكه المنطقة المعتدلة، وبعض فواكه المنطقة المدارية، إضافة إلى زراعة الأعشاب وتربية الماشية.

أما الحرفةُ الأساسية للسكان فهي صيدُ الأسماكِ المُتَنَوِّعةِ مثل سمك الرنجة وسمك السالمون وصيد الفَقْمة والحيتان. وتُمَثِّلُ حرفةُ الصيد 90% من المواردِ الاقتصادية للجزيرة. ومن الحرفِ الأخرى يُمكِنُ أنْ نّذكر حرفة تربية الحيوان وخاصة الأغنام.

 

وتقعَ "ريكيافيك" عاصمة جمهورية أيسلندا في جنوب غرب الجزيرة وهي مَرَكَزُ مهمٌ للمُواصلاتَ البحرية والجوية العالمية. يبلغُ عددُ سكانِها 149000 نسمة (1986). فهي تَضُمُّ أكثر من 50% من سكان أيسلندا البالغ عددهم 244000 نسمة (1986).

وهي مدينة حديثة جداً تتمتعُ جميعُ منازِلها ومؤسساتها بالتدفئةِ المركزية بفضلِ الماء الساخن الطبيعي الباطني الذي يُنْقَلُ إليها بالأنابيب. كما يُوجد فيها حوض سباحة مكشوفٌ ليس له مثيل في أوروبا. إذْ تُغَذِّيهُ المياه الباطنية الطبيعية الساخنة. ولهذا فهو يعملُ طوالَ العام.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]