نبذة تعريفية عن قبيلة “بني النضير”
1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
قبيلة بني النضير التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
كان شان قبيلة بني النضير شبيها بشأن قبيلة بني قينقاع اليهودية، التي خانت العهد مع المسلمين في عهد الرسول محمد، عليه الصلاة والسلام. فلما انجلت موقعة أحد (3هـ) عن ضعف نسبي ومؤقت لمعسكر الإسلام كشفت قبيلة بني النضير عن حقدها العميق على المسلمين، وتعاطفها الراسخ مع بني قينقاع، وأعداء الإسلام عامة.
ولم يكن الرسول، صلى الله عليه وسلم، ليسمح بضعف هيبة الإسلام في المدينة، فما إن سار إليهم بعد أحد، وتبسط معهم في الحديث، حتى تبين له أن بني النضير يعدون العدة لحلقة أخرى من حلقات الصراع معه. أكثر من ذلك فإنهم يدبرون ويتآمرون لاغتياله.
لذلك أرسل الرسول، صلى الله عليه وسلم، إليهم أحد الصحابة يقول لهم: «إن رسول الله أرسلني إليكم أن اخرجوا من بلادي، لقد نقضتم العهد الذي جعلت لكم بما هممتم من الغدر بي، لقد أجلتكم عشرا، فمن رئي بعد ذلك ضربت عنقه».
وهنا أسقط في أيديهم، ولكن عبدالله بن أبي زعيم المنافقين وحيي بن أخطب، أحد زعماء اليهود قالا لهم: «اثبتوا ونحن ننصركم». فأرسلوا إلى الرسول: «لن نخرج من ديارنا وأموالنا وافعل ما بدا لك!». وابتعوا ذلك بالتحصين في آطامهم (حصونهم).
احكم الرسول، صلى الله عليه وسلم، حولهم الحصار، حتى انتهى الضغط المتواصل عليه بتساقط بيوتهم وشوارعهم: بيتا بعد بيت وشارعا بعد شارع.
ولم يلبثوا ان طلبوا الاستسلام فصالحهم الرسول، صلى الله عليه وسلم، على أن يخرجوا من المدينة إلى خيبر، فرحلوا مخلفين وراءهم مغانم كثيرة من غلال وسلاح . فوزع الرسول، صلى الله عليه وسلم، هذه المغانم على فقراء المهاجرين الذين كانوا في أشد الحاجة إليها.
لقد كان إخراج بني النضير ضربة أخرى للمعارضة اليهودية ولمعسكر النفاق في المدينة، وحركة أخرى من حركات التطهير لجعل المدينة قلعة خالصة وقاعدة أمينة للإسلام والمسلمين.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]