أنواع نظام “الأوقاف” ومبدأ عمله
1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نظام الأوقاف أنواع الأوقاف مبدأ عمل الأوقاف العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
الأوقافُ هي الأملاكُ التي يُقرّرُ أصحابُها أّنْ يُوقِفُوها عن التَداولِ، وذلك لتحقيقِ مصلحةٍ خيريةٍ عامة، أو حبسِها لمصلحةِ قطاعٍ من الناس، أو للانتفاعِ بها في رعايةِ ذريِتهم من بعدهم.
وبذلك يَمْتَنِعُ انتقالُ ملكيتِها إلى وَرَثَتِهم أو إلى مالك آخرَ بالبيعِ أو الهبَةِ، بل تَتَجَمَّدُ الملكيةُ ذاتُها، ويُنْتَفَعُ بريعِها (أي إيراداتها) فيما يُخَصِّصُهُ الواقِفُ من جهاتٍ للصرفِ عليها.. ويَسْتَمِرُ ذلك بعد وفاتِهِ مهما ظلت الأملاكُ الموقوفةُ قائمة.
والوَقْفُ من الأنظمةِ التي جاء بها الإسلامُ، حيثُ كان وقفُ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، أولَ وقفٍ في الإسلام، حين جاء إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: "أَصَبْتُ أرضاً بخيبرَ لم أُصِبْ مالاً قط أَنْفَس عندي منه، فما تأمرني؟"
فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، : "إن شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَها وتصدقتَ بثمرتِها".
فما كان من عمر إلا أَنْ استجابَ لهذا التَوجيهِ النبوي الكريم، وجَعَلَ تِلْكَ الأرض صدقةً جاريةً (أي مستمرةُ الثوابِ مادامَتْ موجودةً)، ويكونُ ريعُها للفقراءِ وذوي القُربَى والمحتاجين.
ولكلِ وقفٍ "ناظرٌ"، وهو من يُعَيِّنُهُ الواقِفُ أو القاضي، وذلك لرعايةِ الوقفِ وصيانَتِهِ، وجمعِ وارداتِهِ، وصرفِها بحسب شروطِ الواقِفُ.
ويُخصِّصُ الواقِفُ أو القاضَي للناظرِ أجراً مناسباً، وهو الذي يدافِعُ عن الوقفِ في المَحاكِم إذا اقتضـى الأمر، كما يَخْضَعٌ لرقابةِ القَضاء ومحاسبِتِه.
وقد ظلَّ تنظيمُ الوقفِ مهمةً خاصةً للواقِفِ والناظِر إلى أنْ كَثُرَتْ الأوقافُ في الدولةِ، وأصبح لها ديوانٌ مُستَقِلٌ بها، ولما كَثُرَتْ أنواعُها في عهدِ الأيوبيينَ خصصوا لها أكَثرَ من ديوانٍ.
ولما شاعتْ الوزاراتُ في شَتَّى دولِ العالمِ الإسلامي، صار للأوقافِ وزارةٌ، وإداراتٌ تُعنى بشئونها، وتَضَعُ قوانين شرعيةَ وإجراءاتٍ تنظيميةٍ لزيادةِ ريعِها وصرفِهِ بحسب شروطِ الواقفين النافعة.
والوقف نوعان: وَقْفٌ خيري، وهو ما خَصَّصَ الواقِفُ صرفَ ريعِهِ إلى جهاتِ الخير كالتعليمِ والعلاج وإيواءِ المحتاجين، والمساجد، والمكتبات العامة، ووقف أهلي (ويسمَّى: الذّرِّي) وهو ما خصص الواقف صرف ريعه إلى أهلِهِ وذريته جيلاً بعدَ جيل لتوفير موردِ دائمٍ لهم، فإذا لم يبقَ من ذريتِه أحدٌ تَحوَّلَ الريعُ إلى جهة خيرية.
والوَقْفُ بِنَوْعَيْهِ صورةٌ من صورِ الإنفاقِ النافعِ للفردِ والمجتمعِ. وقد تفنن المحسنونَ في إيجادِ المؤسسات العامةِ عن طريق الوقوفِ من خيريةٍ واجتماعيةٍ وثقافية على صورةٍ لم يَعرفْ التاريخُ لها مثيلاً، وأَسْهَمَ ذلك في بناءِ الحضارةِ الإسلاميةِ الزاهرة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]