إسلاميات

نبذة تعريفية عن “أُولي العزمِ” من الرسل

1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أُولي العزمِ الرسل إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

كان من رحمةِ الله بعبادِهِ أنْ اختارَ من الناسِ أنبياءَ ورسلاً ليُعَرِّفُوا الناسَ بربهم، ويُبَلَّغوهم آياتِه، ويُبَيِّنُوا لهم ما يُحِبُّ الله ليفعلوه، وما يُبغِضُهُ الله ليتركوه، لتكونَ حياتُهم متفقةً مع الشـريعة الإلهية، غير مخالفةٍ لها.

وعددُ الأنبياءِ الرسلِ كثيرٌ، ذكرَ الله لنا منهم في القرآنِ خمسةً وعشرين رسولا، وحكى لنا قَصَصَهم

وكل منهم عاش حياتَهُ داعياً إلى الله تعالى، بقوةٍ وإيمانِ، لكنْ كان بعضُهم أقوى من بعض عزيمةً في ذلك، وكان أَشَدَّ صبراً من غيره، وهؤلاء الأقوى هم الذين يُسَمَّون "أولي العزم من الرسل"، وهم خمسةٌ: نوحٌ، وإبراهيمُ، وموسى، وعيسى، ومحمد، صلوات الله وسلامه عليهم.

 

فنُوح، عليه السلام: هو أولُ الرسلِ، كان بأرض العراقِ، دعا قومَهُ إلى الإيمانِ بالله، وتَرْكِ عبادةِ الأصنامِ، وأَمَرَهُم بعبادةِ الله وحده، فآمن برسالتِهِ فريقٌ قليلٌ من قومِهِ. وآذاه قومُهُ وضيقوا عليه، وبالغوا في تكذيبِهِ.

واستمر نوحٌ على دعوتهم مع ذلك، صابراً لمدةٍ طويلةٍ (950 سنة)، وهو لا يَكِلُّ ولا يَتْعَبُ إلى أنْ أخبَرهِ الله أَنَّه لن يُؤمِنَ أحدٌ منهم بعد ذلك. وأَنَّه سوف يُغْرِقُ الكفارَ جميعاً بـ الطوفان، وأوحى الله إلى سيدنا نوح أن يَصْنَعَ سفينةً ينجو بها هو والمؤمنون من الطوفان، فامتثل لأمرِ الله.

 

وأمَّا إبراهيمُ عليه السلام، فقد بَعَثَه الله بعد نوحٍ بمدةٍ طويلة، كان بأرضِ العراقِ، فدعاهم إلى مثلِ ما دعا إليه نوحُ عليه السلام.

وكان لإبراهيمَ مواقفُ عظيمةٌ تَدَلُّ على قوةِ عزيمتِهِ في إيمانِهِ ودعوتِهِ. ومنها أنَّه انتهَزَ فرصةَ غياب قومِهِ عن أصنامِهم، فكَسَرَها جميعاً، إلا أنَّه ترك واحداً منها هو أكبرُها، فلما رجعوا، وعرفوا أنَّ إبراهيمَ هو الذي فعل ذلك، أمرهم مَلِكُهم بإشعال نارٍ لإلقاءِ إبراهيمَ فيها إنْ لم يَرْجعُ عن دينِهِ.

ولكنَّ سيَّدَنا إبراهيمً صَبَرَ فرموه في النار، وعندئذٍ أمر الله سبحانه وتعالى النارَ أن تكونَ برداً وسلاماً على إبراهيم، فخرج منها سالماً بأمر الله، ثم هاجر عن قومه إلى فلسطينَ الأرضِ المقدسةِ.

 

وأمَّا مُوسى عليه السلام، فقد أرسله الله إلى فرعونِ مصر، وإلى أهلِها، وكان فرعونُ، ملكاً جباراً مخيفاً كثيرَ الجنود، وكان يَدَّعي لقومِهِ أنَّه ربُّهم الأعلى.

فدعاه موسى إلى تركِ التجبّرِ وظلمِ أهل مصـر، وطلب منه أن يُطيعَ الله فهدَّده فرعونُ بالقتلِ، واتهمه بأنَّه يريد أن يُغَيِّرَ دينَ المصريين، وأن يُفَرِّقَ بين المواطنين، ويظهر فيها الفساد.

وفي نهايةِ الأمر أنجى الله موسى وبني إسرائيل، وأخرجهم من أرض مصـر، حيثُ عَبَروا البحرَ إلى أرضِ سيناء، وأغرقَ الله فرعونَ وجنودَهِ في البحر.

 

وأمَّا عيسى عليه السلام، فقد أرسَلَه الله إلى يهودِ بني إسرائيل في الأرضِ المُقَدَّسةِ، وكانوا تحت حكمِ الرومان، وكانوا يَدَّعُون أنَّهم أبناءُ الله وأحباؤه، ويزعمون أنهم شعبُ الله المُختار لأنَّ عِنْدَهم التوراةَ يَتَعلمونَها ويزعمونَ أنَّهم يعملون بما فيها. وحقيقةُ الأمرِ أنَّهم يظلمونَ الناسَ، ويَغشُّونَ في البيعِ، ويأكلون أموالَهم بالرِّبا.

فدعاهم، عيسى عليه السلام إلى إصلاح أنفِسِهم، وتركِ الخداع فكذَّبوا رسالَتَه، وقرَّروا قَتْلَه، فلّفَّقُوا له تهمةً عند الوالي الروماني، جزاؤها الإعدام، فلما أرادَ قَتْلَه رَفَعَ الله عيسى عليه السلام إليه في السماء.

 

وأمَّا نبيُّنا محمدٌ ، صلى الله عليه وسلم، فإنَّه دعا قومَهَ إلى الإسلامِ، وإلى تركِ عبادةِ الأصنامِ، فَكّذَّبُوه كثيراً، وآذَوه وأصحابَهَ، ونزلت عليه سورةُ "الأحقاف"، وفيها قوله تعالى(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) (الأحقاف: 35).

فلم يزلْ صابراً، واستمر في الدعوةِ يتحملُ كل أذى، ثم هاجَرَ إلى المدينةِ المنورةِ وأعانَهَ أَهلُها، ونَصَـرَه الله على قومِهِ، حتى أسلموا أجمعين، وانتشر الإسلامُ في كلّ بقاعِ الأرضِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى