نبذة تعريفية عن ظاهرة الجَمَاعَة وأهم تصنيفاتها
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
تصنيفات ظاهرة الجماعة ظاهرة الجماعة العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
«الجماعة» ظاهرة اجتماعية عامة في كل المجتمعات البشرية، القديمة منها والحديثة، والريفية والحضرية.
وهي ضرورية لكل النظم الاجتماعية مثل، النظام الاقتصادي والأسري والسياسي والديني، إذ لا وجود لهذه النظم إلا داخل جماعات من نوع خاص.
فالإنسان لا يستطيع أن يعيش وحده بلا جماعةٍ، ولذلك يعد عَزْلُ الشخص عن المجتمع أو الجماعة التي ينتمي إليها من أكبر أنواع العقوبات التي يُنْزلُها المجتمع على الفرد.
«والجماعة» مصطلح يطلق على عدد من الناس يتفاعلون ويتعاونون فيما بينهم لتحقيق أهدافهم المشتركة وبوسائل محدَّدَة، أي أنهم جَمْعٌ من الأفراد الذي يقوم بينهم تفاعل وتأثير متبادل، وعاداتٌ وتقاليدُ واحدة، وآمال يريدون تحقيقها بوسائل ونظمٍ محددة.
ويكون لأعضاء الجماعة ولاءٌ لها واشتراك في نشاطها، هؤلاء الأعضاء يميزهم طابع عام يقوم على الاتجاهات والتوقعات التي تؤثر بطريقة مباشرة على تفكيرهم وسلوكهم.
ويستخدم علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا عادة صفة «اجتماعية» مضافة إلى كلمة الجماعة بهدف التمييز بين أنواع الجماعات، وكذلك للتمييز بينها ككل، وبين أي تجمعات أخرى لا ترتبط باي روابط اجتماعية، أي أنهم يتحدثون عن «جماعات اجتماعية».
و«المجتمع» يختلف عن «الجماعة» من حيث الحجم، فالمجتمع أكبر عددا من الجماعة إذ إن المجتمع يضم جماعات كثيرة تعمل لصالحه وتحقق آماله.
والجماعة تختلف أيضا عن «التجمع»، فقد يحدث تجمعُ عدد من الأشخاص في مكان معين ولا يكون بينهم ايُّ تفاعل ولذلك لا نستطيع أن نطلق عليهم لفظ «جماعة»، لأنه تجمعهم هذا ليس إلا تجاورا مكانيا وحسب.
ومثال على ذلك من يقفون على ناصية الطريق في انتظار الباص، أو المرضى الذين يوجدون في مكان واحد انتظارا لمقابلة الطبيب، أو الناس الذي تجمعوا حول حادث.
كذلك يُفرَّقُ الباحثون بين «الفئة الجماعية» والجماعة.
فالذين يتشابهون في الدخل مثلا، أو في السن أو في المهنة أو الهواية، لا يكونون جماعات اجتماعية بصفة خالصة، ولذلك يوصفون بأنهم «فئات اجتماعية».
ويبدو أن هناك اتفاقا بين العلماء على أن عدد الأشخاص المكونين للجماعة يختلف من جماعة إلى أخرى، على أن الحد الأول لعضوية الجماعة بأن تكون من شخصين، ثم تأخذ في الزيادة إلى أن تصل الأعداد إلى أرقام قد تفوق المئة ألف.
ويعد حجم الجماعة مقياسا هاما يبين عدد الداخلين في عملية التفاعل، حيث يزداد التفاعل شدة كلما ازداد حجم الجماعة.
وتصنف الجماعات وِفُق العديد من الأسس، ولكن أهم هذه التصنيفات هي:
الجماعات الأولية في مقابل الجماعات الثانوية: المقصود بالجماعات الأولية هي تلك الجماعات التي يقوم بين أعضائها شكل من العلاقات المباشرة، والتي تكون عادة وجها لوجه، وغالبا ما تكون صغيرة في حجمها.
ومن أوضح أمثلتها الأسرة، وجماعة أصدقاء اللعب، والجوار، والدراسة.
وتتسم العلاقات في هذه الجماعة، بالتعاطف الوُدَّي بين أعضائها، ويصل التضامن بين أعضائها إلى حد التفاني، كما تشكل صلات الدم (أي القرابة) والأخوة والمعرفة الشخصية فضلا، عن الصدقة أساس العلاقة بين أعضائها.
أما الجماعات الثانوية فهي أكبر عددا من الجماعة الأولية، والعلاقات بين أعضائها تتم بصورة غير مباشرة، كما تختفي صور المشاركة الوجدانية بينهم.
وتتسم هذه الجماعات بأن العلاقات بين أعضائها تتم غالبا عن طريق طرف ثالث، قد يكون زعيما أو وسيلة من وسائل الأعلام. وتعتبر النقابات المهنية والعمالية، والأحزاب السياسية، نموذجا للجماعات الثانوية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]