شخصيّات

نبذة عن حياة “جَمَال الدّين الأَفْغَانِي”

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

جمال الدين الأفغاني شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

ولد محمد جمال الدين الأفغاني سنة 1254هـ: 1838م، في أفغانستان في بلدة «أسعد آباد» وما زالت أسرته «الجَمَالية» تُقيم في هَمَدان بإيران.

وقد درس جمال الأفغاني العلوم الفلسفية والمنطق وعلم الكلام، وعاش فترة في مصر، حيث حاول أن يجعل منها نموذجا للنضال الوطني.

ولعل السبب في هذا يعود إلى أن أفغانستان كانت تمر آنذاك في حالة من عدم الاستقرار والقلاقل، وحاول هو جاهدا أن يحقق للشعب الأفغاني رغبته في السلام والأمان.

ومن هنا كانت حرية الشعب قضية شغلت عقل جمال الدين الإفغاني وعمله طيلة حياته.

 

لقد بدأ جمال الدين حياتَه في بلدته الصغيرة، ثم انتقل مع والده إلى طهران سنة 1266هـ:  1850م. ومن طهران انتقلا إلى النجف حيث درس جمال الدين العلوم الإسلامية، مثل التفسير والحديث والفلسفة والمنطق وعلم الكلام والطب والفَلَك.

ثم غادر جمالُ الدين النجفَ إلى الهند، حيث درس العلوم الأوروبية والرياضة الحديثة.

بعدها سافر جمال الدين إلى مكة والنجف وكربلاء، ثم عاد إلى أفغانستان.

وقد اكتسب جمال الدين من تنقلاته الكثيرة هذه الكثير من المعرفة والخبرات.

 

وكانت أول زيارة له لمصر سنة 1286هـ: 1869م، حيث مكث فيها فترة قصيرة غادر بعدها القاهرة إلى الآستانة (إسطنبول)، في عهد السلطان العثماني عبد العزيز محمود.

فاسُتْقبل هناك استقبالا طيبا؛ لشهرة عِلمه وغزارة معرفته، وأصبحت له حلقاته الدراسية في جامع الفاتح الكبير في الآستانة، حيث قصده طلاب العلم، ولكنَّ جرأته في الرأي ومناقشة الشئون الدينية والسياسية أثارت الحاسدين والمنافقين فاضطر إلى مغادرة الآستانة إلى القاهرة.

وفي القاهرة التف حوله طلاب العلم في الجامع الأزهر وغيره، حيث كان يتناقش معهم في كثير من العلوم النقلية والعقلية. لقد كان هدف جمال الدين تنوير عقول طلبة العلم.

كذلك كان منزل جمال الدين في القاهرة محرابا للعلم وطلابه، فقد حرص على تحرير الفكر والكلمة من قيود الجهل والاستبداد.

 

ويعود الفضل إلى جمال الدين الأفغاني في ظهور بعض الصحف الحرة غير الناطقة باسم السلطة الرسمية، فظهرت صحيفة (مصر) التِي نشر فيها جمال الدين الأفغاني مقالاتِه الداعية إلى تحرير العقول والنفوس.

كذلك كان له دور كبير في ظهور صحيفة أخرى هي (التجارة) التي كانت تصدر من الإسكندرية. واستمر جمال الدين الأفغاني ينشر مقالاته الجرئية، وكذلك فعل تلاميذه مثل محمد عبده.

 

لقد كان جمال الدين الأفغاني في مصر عَلمَا من أعلام الحرية، كما تبوَّأ مكانة كبيرة بين عامة الشعب، ونال شهرة واسعة بسبب خطاباته بين صفوف العوام داعيا للتصدي للفقر والجهل والاستبداد.

ولكن دعوة جمال الدين للإصلاح أثارت مخاوف الخديوي توفيق، فعمل على القبض عليه ونفيه سرا إلى بومباي في الهند.

 

ولكنه غادر بومباي إلى باريس، حيث أسس «جمعية العروة الوثقى» السرية التي تعمل من أجل تحرير بلاد الشرق من الاستعمار. كذلك أصدر صحيفة «العروة الوثقى» من أجل الدفاع عن العروبة والإسلام.

بعد ذلك دعاه السلطان العثماني عبد الحميد إلى الآستانة، فتوجه إليها على أمل تحقيق هدفه في حرية الشعوب وتنفيذ الإصلاح في التعليم والإدارة، ولكنه فشل في تحقيق ذلك الهدف.

وتوفي جمال الدين الأفغاني في الآستانة سنة 1314هـ: 1897م، دون أن يتوقف يوما واحدا عن نضاله في سبيل حرية الإنسان.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى