علم الفلك

كوكب المشتري

2014 دليل النجوم والكواكب

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

يأتي كوكب المشتري في وضع المقابلة كل سنة وهو جسم لامع. وقرصه المائل للصفرة مسطح بشكل واضح بسبب دورته المحورية السريعة، وهناك أحزمة معتمة ومناطق مضيئة وبقع وأراض هشة ونقوش على السطح الغازي المتغير بشكل دائم.

أما الأحزمة فهي مناطق تهبط فيها المادة التي تمثل المناطق اللامعة التيارات المتصاعدة. هناك حزامان دائمان، كل منهما يقع على أحد جانبي خط الاستواء.

ومن المعالم الأخرى وأكثرها إثارة للاهتمام هي البقعة الحمراء العظمى التي تعرف الآن بأنها عاصفة دوامة، وهي إحدى الظواهر المناخية على سطح كوكب المشتري الذي يتصف بشكل عام بعنفه.

وقد شوهدت بقعة حمراء أصغر حجماً تتشكل عام 2006 في الحزام المعتدل الجنوبي، ولكن لا ندري مدة بقائها. يعتقد أن لكوكب المشتري نواة صغيرة صلبة يحيط بها هيدروجين سائل وفوقها هناك الغلاف الغازي، كما تتواجد حلقة مسطحة من الجسيمات ولكنها أرق وأخفت من أن ترى من سطح الأرض.

 

قامت مركبات فضائية مختلفة بإجراء مسح لسطح الكوكب، لا سيما المركبات الفضائية فيوجر عام 1979. وفي عام 1995 وصل المجس غاليليو إلى كوكب المشتري بحيث غاص جزء منه في الغيوم وأرسل معلومات مثيرة للدهشة، خاصة حقيقة أن الغلاف الجوي للكوكب يحتوي على كمية من المياه أقل بكثير مما كان متوقعاً. وقد تم إجراء مسح للأقمار الأربعة الكبرى.

فقمرا كاليستو وغانيميد متجمدان وتنتشر عليهما الفوهات، وقد عثر على مجال مغناطيسي للقمر غانيميد. والقمر أوروبا جليدي كذلك، ولكن سطحه ناعم في معظمه، وهناك قليل من الفوهات كما أن هناك صدوع ضحلة. أما قمر أيو فقد كان المفاجأة الحقيقية، فهو أحمر اللون وسطحه كبريتي تنتشر عليه البراكين التي تنفجر في كل وقت.

وفوهات البراكين ساخنة جداً على الرغم من أن السطح العام بارد للغاية. بالإضافة إلى ذلك، فإن القمر مرتبط بكوكب المشتري عن طريق تيار كهربائي قوي، وهو يتحرك في منتصف مناطق الإشعاع القوية المرتبطة بالمشتري، وهو قد يكون أخطر عالم في النظام الشمسي بأكمله.

 

ولقد رصد غاليليو عام 1610 الأقمار الأربعة الكبيرة بمنظاره الصغير، ولهذا فهي دائماً تعرف باسم الأقمار الغاليلية.

ويعتقد أن الماء السائل قد يكون موجوداً تحت السطوح المتجمدة لقمري يوروبا وكاليستو، ولكن احتمالية الحياة هناك ضئيلة جداً، وإذا ما كان هناك حياة فلا بد أن تكون متواضعة جداً. كما يسهل رؤية جميع الأقمار الغاليلية بواسطة منظار صغير أو منظار معظم قوي.

 

وعند مشاهدة هذه الأقمار من سطح الأرض فإنه يبدو أنها تحافظ على خط مستقيم تقريباً بينما هي تتحرك على مستوى خط الاستواء لكوكب المشتري، غير أنها تغير مواقعها بسرعة، وتظهر العديد من الظواهر، فهي قد تكون في عبور مقابل كوكب المشتري مع ظلالها، وقد تحتجب خلف القرص. كما أنها يمكن أن تدخل في خسوف بفعل ظل كوكب المشتري.

 

 

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى