علم الفلك

ظاهرتا التوهج العكسي والكسوف الشمسي

2014 دليل النجوم والكواكب

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

تعتبر ظاهرة التوهج العكسي من أكثر الأمور المحيرة، وقليل من الناس استطاع أن يلاحظها. (وقد رأيتها من إنجلترا مرة واحدة عام 1942 حين غرقت البلد في ظلام دامس كتحذير ضد الغارات الجوية الألمانية، وكانت السماء سوداء كالحبر).

وتأخذ هذه الظاهرة شكل بقعة ضوئية شديدة الخفوت تظهر في السماء مقابل الشمس تماماً، وهي بيضاوية الشكل يبلغ قياسها (10 * 22 درجة)، ولهذا فإن قطرها الظاهري أكبر من قطر البدر بحوالي أربعين مرة. وتكون أفضل الفرص لمشاهدتها من موقع مقابل للشمس بعيداً جداً عن مجرة درب التبانة.

( أي من شهر فبراير حتى إبريل ومن شهر سبتمبر حتى نوفمبر) حينما يكون وضعها عالياً. وإذا ما كنت تراقبها أعطها فترة أطول من التعريض الزمني آخذاً بعين الاعتبار خطورة بلل العدسات.

أخيراً هناك ظاهرة لشريط البروجي التي تنضم مع التوهج العكسي لتشكل قمة مخروط الضوء البروجي. ولكن من الصعوبة بمكان مشاهدة هذه الظاهرة، ناهيك عن صعوبة تصويرها.

 

يمكن تدوين تفاصيل عن القمر بشكل جيد بواسطة كاميرا عادية مجهزة بعدسة مقربة، ولكن الشمس تمثل مشاكل مختلفة تماماً وبحاجة إلى أخذ سبل الحيطة دائماً.

ولطالما اعتقدت أن هناك قاعدة ذهبية واحدة بشأن النظر مباشرة إلى الشمس من خلال أي منظار أو منظار عادي—لا تفعل ذلك، وهذا ينطبق أيضاً على ما قد يسمى «الكاميرات المنزلية».

إن افضل طريقة آمنة هي بالطبع أن تسقط صورة الشمس عى شاشة مثبتة خلف المنظار، ثم التقط صورة للشاشة. المرشحات من نوع مايلار المثبتة فوق العدسة الشيئية للمنظار (وليس العدسة العينية) فعالة، ولكن تذكر دائماً أن لحظة واحدة من الإهمال قد تؤدي إلى نتائج كارثية.

 

يعد الكسوف الشمسي الكلي بالتأكيد من أروع المشاهد في الطبيعة، وهو موضوع مثالي للتصوير (بالمقارنة فإن الكسوف الجزئي أو حتى الحلقي قد يبهت، وهنا تنطبق التحذيرات الاعتيادية).

لغايات الكسوف الكلي إن كاميرا متواضعة الجودة تكفي، بحيث تكون مزودة بعدسة مقربة، ولا تحتاج إلى فيلم سريع: ويعتبر أي فيلم ذو حساسية 50 إلى 100 حسب مقياس أيزو ISO مناسباً، ولكن ما تحتاج هنا هو توصيلة كهربائية.

أثناء الكسوف الكلي، من الأفضل النظر مباشرة إلى الشمس، غير أن جزءاً طفيفاً من اللون الفضي للغلاف الضوئي للشمس يعني أن الخطر عاد. انزع فلتر المايلار عن عدستك الشيئية فقط حين تستطيع أن ترى الإكليل فعلياً، واستبدله قبل بضعة ثوانٍ على الأقل من انتهاء الكسوف الكلي.

وبوجود ذي حساسية 100 ISO تكون فترات التعريض الزمني التالية ملائمة (مقاسة بالثواني): للحلقة الماسية (1/1000)، للشواظ (1/500)، للإكليل الداخلي (1/60)، للإكليل الخارجي (1/8). وسيكون تعريض زمني مقداره (1/4000 ) مناسباً لمراحل الكسوف الجزئي.

 

بالنسبة للخسوف لا يوجد خطر على الإطلاق لأن كمية الضوء التي يصدرها البدر الساطع غير مؤثرةٍ، وهي حرارة ذات أهمية.

إن التقاط صور خلال منظار يعني عادة وجود محرك زمني لأن الكواكب في حاجة لفترات تعريض زمني لعدة ثوانٍ ولفترات أطول بالنسبة لمجالات النجوم والأجسام السديمية. إن مجرد حمل كاميرا على العدسة العينية للمنظار والضغط لالتقاط الصورة لن يكون مثمراً على الإطلاق.

إلا أن المصور المتحمس سرعان ما سوف يتغلب على الصعوبات الرئيسية، والصورة المعروضة هنا سوف تظهر ما يمكن تحقيقه. والمرحلة التالية هي الوصول إلى كاميرا الشحن المزدوج (CCD)، وهناك العديد من الكتب التي ترشدك عن كيفية استخدامها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى