علم الفلك

القمر: تعريفه وخصائصه وأهم التضاريس المتواجدة على سطحه

2014 دليل النجوم والكواكب

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

القمر رفيقنا في الفضاء ويظل معنا حينما ندور حول الشمس، وهو أقرب إلينا من أي جسم طبيعي آخر في السماء، ولهذا فهو يبدو ساطعاً جداً.

لا زال أصل القمر غير معروف بشكل مؤكد. لعل القمر كان في الماضي جسماً مستقلاً، أو ربما كان هو والأرض جسماً واحداً ولكن اصطداماً ضخماً مع جسم هائم ربما أدى إلى تطاير ركام شكل القمر. من المؤكد أن الأرض والقمر كليهما من نفس العمر: أي نحو 4.6 ألف مليون سنة.

ويعد القمر رسمياً تابعاً لكوكب الأرض، ولكن لأنه ضخم وكبير الكتلة نسبياً‘ إذ يبلغ قطره 3,476 كيلو متراً وكتلة تبلغ 0.012 من كتلة الأرض، فلعل من الأفضل النظر إليه كرفيق للأرض.

يبلغ متوسط بعده عن الأرض 384,400 كيلومترٍ. وتعني سرعة إفلات القمر المتدنية (التي تبلغ 2.4 كيلومتر لكل ثانية) أنه غير قادر على الاحتفاظ بغلاف يذكر. بالطبع أكدت المواد القمرية التي أحضرها رواد أبوللو الفضائيون والمجسات الروسية الآلية أنه لم يتواجد إشارات للحياة على الإطلاق هناك.

يستغرق القمر 27.3 يوماً ليكمل دورته المدارية، ويستغرق نفس الزمن ليدوره مرة واحدة على محوره (هذا ما يعرف بالدورة الاقترانية).

 

لقد تم إبطاء دورة القمر بفعل حركة الأرض حتى يحافظ القمر على نفس الجانب المواجه للأرض. غير أن القمر لا يحافظ على نفس الجانب بالنسبة للشمس بحيث تبقى ظروف النهار والليل نفسها في كل نصف من الكرة الأرضية.

بالنسبة لراصد للجانب القريب للقمر، فإن الأرض تبدو وكأنها ساكنة تقريباً في السماء القمرية.

 

ومدار القمر ليس دائرياً، فهو يتحرك بأقصى سرعة حين يكون قريباً من الأرض، إن موقعه في المدار ودورانه المحوري يصبحان غير اعتياديين. ولهذا فإن القمر يبدو وكأنه يتأرجح بشكل طفيف بحيث يسمح للراصدين بمشاهدة ما وراء الحواف المتناوبة.

هذا يعني أنه من سطح الأرض يمكن رؤية 59 في المئة من السطح الكلي للقمر في أوقات مختلفة. أما الـ41 في المئة المتبقية فقد ظلت غير معروفة حتى قام برحلته المجس السوفياتي لونيك 3 عام 1959 بطيران حول القمر.

ومنذ ذلك الحين كان هناك أيضاً رحلات أبوللو؛ فقد كان أول هبوط بشري على سطح القمر لمركبة أبولو 11 عام 1969. أما رحلات أبوللو 15 و16 و17 فقد اشتملت على مسوحات جيولوجية مفصلة.

 

وفي السنوات الأخيرة كان هناك رحلات غير مأهولة بالبشر لمجسات مثل كليمينتاين وبروسبيكتر. وبهذا صار لدينا الآن معرفة جيدة عن تركيب سطح القمر وبنيته الداخلية.

 

 

يحتشد سطح القمر بالتفاصيل، فهناك السهول الرمادية اللون الشاسعة التي تعرف بالبحار، وهو اسم غير مناسب نظراً لأنه لم يكن هناك أبداً مياه.

وهناك أيضاً جبال وصدوع ذات شقوق (تعرف باسم الجداول) وأخاديد وانتفاخات (تعرف باسم القباب) وأودية سحيقة.

ويهيمن على السطح بأكمله فوهات بركانية. تترواح الفوهات البركانية والسهول المحيطة بها بين فوهات ضخمة يزيد قطرها عن 200 كيلومتر وعلى حفر صغيرة يمكن رؤيتها بالكاد.

وبعضها دائري الشكل تماماً، في حين أن بعضها الآخر مهشم ومشوه.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى