قصة إصابة الإسكندر المقدوني بمرض الملاريا
1995 أمراض لها تاريخ
حسن فريد أبو غزالة
KFAS
الإسكندر المقدوني مرض الملاريا أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة
ولعل بداية وصف المرض بصورة تتصف بالدقة، مع ربط تضخم الطحال بالمستنقعات وتجمعات المياه الآسنة دون تعليل للسبب، كان على يد الطبيب الإغريقي القديم في القرن الثالث قبل الميلاد، وهو "أبقراط" الذي لقبوه بأبي الطب صاحب قسم الأطباء المشهور.
وبمناسبة ذكر التاريخ الإغريقي فقد سجلت الملاريا منعطفاً تاريخياً خطيراً، عندما أصابت "الإسكندر المقدوني"، الذي كان يحلم بتوحيد العالم بإقامة إمبراطورية عالمية موحدة، تكون أرض اليونان محورها الرئيس ولا يخفى على جميع قراء التاريخ غزوات الإسكندر غرباً وشرقاً، إنه اكتسح أرض آسيا الصغرى والشام ومصر وفارس، إلى أن وصل مشارف أرض الهند – حيث تقوم باكستان اليوم – وقد عبر رجاله من الهند إلى الخليج، وحطوا الرحال في جزيرة فيلكا، غير أنه – على ما يبدو – لم ترهب بعوضة هندية مريضة كل قوى الإسكندر الأكبر ذي القرنين، ولا جيوشه الجرارة، بمثل ما يرهبه عامة الناس.
وهكذا كانت لدغة الموت فأصيب بالملاريا، ومات بها في مدينة بابل أثناء عودته عام323 قبل الميلاد، وهو لم يتجاوز الثالثة والثلاثين من عمره.
لقد مات الإسكندر الأكبر مخلفاً وراءه طفلاً صغيراً؛ ليرث عرش الامبراطورية الكبيرة التي فتحها، ومن حوله قادة جيشه الذين امتلأت قلوبهم طمعاً وكراهية في وقت معاً، فاختلفوا فيما بينهم، ولم تقم من بعده تلك الإمبراطورية الواحدة الضخمة، التي كان يحلم الإسكندر بقيامها.
ولهذا لم تسجل لنا صفات التاريخ قيام إمبراطورية إغريقية، بل قفز بنا منها إلى دويلات صغرى ومقسمة ما لبثت أن قامت بعدها الإمبراطورية الفارسية، و الإمبراطورية الرومانية دونما توقف على أرض الإغريق كما كان متوقعاً، ترى ماذا سيسجل التاريخ؟ وكيف كان سيناريو الأحداث سيجري لو لم تلدغ تلك البعوضة المريض جسد الإسكندر، ومن ثم لم يمت بالملاريا في بابل، وقد عمر بعدها طويلاً ليحقق حلمه في إمبراطورية كبيرة؟
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]