التاريخ

الصعاب التي واجهت الحسين بن سينا عند تسلمه رئاسة الوزراء

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

الحسين بن سينا رئاسة الوزراء التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

البعض يُفضِّلونها قصيرة وعريضة!!

كان أبو عبيدة يشفق على أستاذه من الإسراف : في الطعام وفي اللهو وفي التأليف وفي إدارة شؤون الوزارة، فيقول له أبو علي ضاحكاً: يا أبا عبيدة: حياة قصيرة وعريضة غنية بالمتع الثلاث، العلم والمسرَّة والعمل، لهي خيرٌ عندي وأحبُّ من أخرى طويلة وهزيلة خاوية ينحني في خاتمتها الظهر ويسير صاحبها على ثلاث: قدميه والعصا!.

 

القرار المشؤوم!

أصدر أبو علي قراراً وقَّعه الأمير شمس الدولة، قراراً بكف قواد الجيش عن تولي أمور الخراج وجباية أموال الفقراء بأكثر مما يطيقون.

وما إن سمع قوَّادُ الجيش بهذا القرار حتى ثاروا وهاجموا قصر أبي علي، وقبضوا عليه وضربوه ضربا مبرحاً، وساقوه مقرناً بالأصفاد، وحبسوه في إحدى القلاع. ولم يكفهم هذا بل توجهوا إلى قصر الأمير وطالبوه بأن يُصدر حكماً بإعدام أبي علي.

لكن شمس الدولة كان فائق الشجاعة فرفض أن يصدر هذا الحكم، فهو شريكه في القرار، وأبو علي عالمٌ لا نظير له، ولن يقول التاريخ عنه إنه قتل عالماً مثله.

واكتفى الأمير بإلغاء القرار، كما قَبِلَ بعزل أبي علي من رئاسة الوزراء وأن يظل حبيس القلعة لا يغادرها. كما قبِلَ قوَّاد الجيش أن يُحسنوا معاملة أبي علي في محبسه وأن يسمحوا له بالكتب والأوراق والأقلام.

وهنا مرض الأمير مرضاً حار الأطباء في علاجه، وقَبِلَ قوَّاده خروج أبي علي من سجنه لعلاج أميرهم. ولما نجح في ذلك أعاده الأمير لرئاسة الوزراء في همذان. وما هي إلَّا شهورٌ ويموت الأمير ويخلُفَه على عرشه ابنه الأمير تاج الدولة.

ولم يكن هذا (التاج) قوي الشكيمة، ففتح أذنيه لحُسَّاد أبي علي وخصومه، ومن ثم عزله من رئاسة الوزراء وقطع عنه كل رواتب الإمارة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى