سبب نشوب الخلافات بين العالمين نيوتن وهالي
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
الخلافات بين العالمين نيوتن وهالي التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
في عام 1684 طرق باب نيوتن زائر كبير هو الفلكي البريطاني إدموند هالي.
كانت تدور في رأس هالي مشكلة تتعلق بقوة الجاذبية بين الشمس والكواكب السيارة حولها.
فلقد استنتج – مع هوك وعلى أساس تقارير جوهانز كبلر عن حركة الكواكب – أن قوة الجاذبية بين الشمس وأي كوكب من الكواكب تتناسب عكسياً مع مربع المسافة بينهما. غير أنهما لم يتمكنا من التحقق من ذلك.
وسأل هالي نيوتن: ما هو المنحنى الذي سيتخذه مسار الكواكب إذا افترض أن الجاذبية تتناقص بما يتناسب مع مربع المسافة؟ وأجاب نيوتن على الفور: قطعٌ ناقص. وكيف عرفت ذلك؟ – حسبتها.
ومن هاتين الكلمتين – قطعٌ ناقص – تبين هالي أن نيوتن قد توصَّل إلى أحد القوانين الأساسية في الكون، قانون الجاذبية.
وأراد هالي أن يطَّلع فوراً على الحسابات، إلا أن نيوتن لم يعثر على مذكراته، ولكنه وعد بأن يكتب نظرياته ووسائل البرهنة عليها. وتحت إلحاحٍ مستمرٍ من هالي أكمل نيوتن كتابه لتقديمه إلى الجمعية الملكية.
وهكذا كان المخاض… لقد ولد كتاب من أهم الكتب التي أنجزتها العبقرية البشرية. ولكن قبل أن ينشر نيوتن كتابه، برزت بينه وبين هوك أزمة بخصوص أحقية كلٍ منهما في قانون التربيع العكسي.
وهدَّد نيوتن بنزع الفصول الأساسية من كتابه، ولكن هالي تدخل وظهر المؤلَّف العظيم غير مبتور.
ولا شك أن هالي قد لعب دوراً متميزاً في إخراج هذا الكتاب، فإلى جانب أنه هو الذي دفع نيوتن إلى كتابته، وهو الذي منعه من بتر بعض فصوله، فإنه كان يُراجعه على الأصول كما تكفَّل بتكاليف النشر على الرغم من عدم ثرائه.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]