بوادر الذكاء لدى “توماس إديسون”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
بوادر الذكاء توماس إديسون التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
قبل أن يتم توماس عامه الثاني بشهر أو شهرين لاحظت أمه عليه حدة الذكاء والرغبة الجارفة في البحث عن علة الأشياء وتحليلها.
فقد حدث أن ذبحت أمه دجاجة أمامه فاستقرت على الأرض هامدة بينما جاءت أخرى تضرب الأرض بمنقارها.
وهنا أخذ الطفل الرضيع يجول ببصره بين الدجاجة التي فقدت الحياة وتلك التي لا تزال حية ثم ينظر إلى أمه مستفسراً.
وحاولت الأم قدر جهدها أن تفهمه معنى الموت ولما لم يفهم أفهمته بأنها نائمة، وآلت على نفسها ألَّا تذبح أمامه بعد اليوم شيئا أبداً. وكانت هذه واحدة.
وتلك واقعة أخرى. كان توماس يرضع من ثدي أمه قبيل فطامه، و كان من عادته – كغيره من الرُّضَّع- أن يضع إبهام يده اليمنى في فمه ويمصه.
وفي إحدى المرات عندما قدَّمت له أمه ثديها ليرضع صار يُحملق في حلمته ولا يرضع ثم ضغط عليها بيده اليمنى فسال منها اللبن، وبعد ذلك ضغط بيده اليسرى على إبهام يده اليمنى وصار يتنقل ببصره ويُحملق بين إبهامه وثدي أمه وقد ارتسمت على مُحيَّاه أمارات الدهشة والاستغراب.
ولم تتبدَّد هذه الأمارات إلَّا بعد أن قامت الأم أمام رضيعها ببيان عمليٍ بسيط: أحضرت فنجاناً وضعت فيه قليلاً من اللبن ثم أخذت قطعةً من الإسفنج وقطعت منها قطعة صغيرة غمستها في الفنجان ثم ضغطت عليها فخرج اللبن منها قاصدةً بهذا أن تُفهم صغيرها أن في ثديها غدة خاصة تدر اللبن!.
وفي مرةٍ ثالثة. كان إديسون وجيرانه ينزعجون كثيراً من صوت صرير العجلات التي تحدثه عربة أحد الجيران حينما كان يدفعها أمامه وهي محملة بالخضراوات التي يذهب بها إلى السوق ليبيعها فجر كل يوم.
وفي فجر أحد الأيام لم يسمع الجميع صوت (العربة الصارخة) كما كانوا يسمونها . وظنَّ البعض أن صاحبها قد أصابه مكروه منعه من الذهاب بها إلى السوق كعادته. ولما ذهبوا ليسألوا امرأته عنه للاطمئنان عليه أخبرتهم أنه ذهب إلى السوق، فسألوها: ولكننا لم نسمع صرير العربة؟ فقالت لهم : أجل وأنا لم أسمع الصرير!
وقد عجب لذلك زوجي وقال: إن الأرواح الطيِّبة لا بد وأنها ذهبت بهذا الصرير الذي كان يزعج الجيران. ولم تكن هناك – بالطبع- أرواح طيبة ولا شريرة. ولكن ماذا؟ كان هناك الطفل توماس، كما اتضح فيما بعد، فقد كان دائم التفكير في الطريقة التي يمكنه بها أن يشفِي العربة من داء الصراخ!
فكان يتسلَّل من بيته ليلاً ليفحص عجلات العربة حتى عرف سبب ذلك الصرير المزعج، فعالجه بأن أخذ قطعةً كبيرةً من الدهن من مطبخ والدته وشحَّم به العجلات فانقطع الصرير!.
واقعة رابعة. راقب توماس بعينيه النَّافذتين يوماً أوزة تحضن بيضها، ولما رأى النتيجة راح يفكر فيما يمكنه أن يفعل، ماذا فعل يا ترى؟ لقد أبصره والده في يوم تالٍ في قُن الدجاج راقداً باحتراس شديدٍ على كمية من البيض!!
فاستغرب منه ذلك وسأله: ماذا أنت تفعل؟ فأجابه توماس: أساعد الفراخ على الخروج من البيض! ولما أفهمه والده أن التفقيس لا يتم على هذه الكيفية، أجابه: ولِمَ لا؟ إذا كانت الدجاجات تستطيع فلِمَ لا أستطيعه أنا؟!.
ونختتم بوادر النبوغ بالخامسة. فقد أتيحت لتوماس فرصة إدراك الموت، موت الأنسان، وهو لم يبلغ بعد السابعة. فقد ذهب يوماً مع صديق له للسباحة، وبعد أن قفز الصديق في الماء ناداه توماس ولكنه لم يجد جواباً، وأخد يكرر النداء حتى أعياه الأمل في رد الصديق، ومن ثم قفل عائداً إلى بيته واجماً بعد أن استقر في وجدانه أن الصديق ذهب ولم يعد.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]