نبذة عن حياة الفلكي “أبو عبدُالله البتَّاني”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

حياة الفلكي أبو عبد الله البتاني شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

إنه أحد عشرين فلكياً مشهورين في كل عصر. حسبه سارتون أعظم فلكي جنسه وزمانه ومن أعظم علماء الإسلام قاطبة، إنه البتَّاني (شكل رقم27).

السند… والهند

ولد أبو عبدالله محمد بن جابر بن سنان البتاني في بتَّان من نواحي حرَّان على نهر البليخ، أحد روافد نهر الفرات بالعراق.

وكان ذلك في نحو عام 854م، وعاش في عصر ازدهار العلوم في العصر الإسلامي.

وقد تنقل بين الرقة على الفرات في العراق وأنطاكية في سوريا، وعكف على دراسة مؤلَّفات من سبقوه وعلى الأخص كتابي (السند والهند) و (المجسطي).

المناخ العلمي

كان المأمون قد بنى مرصداً في بغداد تحت إشراف رئيس الفلكيين العرب في ذلك الوقت سند بن علي.

وكانت قد بُنيت مراصد أخرى في جهاتٍ متفرقة من الدول العربية، منها مرصد في سهل تدمر.

وقد زودت هذه المراصد بأجهزة فلكية بالغة الدقة وقد برع نفر غير قليل من علماء ذلك العصر في صناعة هذه الأجهزة من مثل علي بن عيسى الأسطرلابي وأبو علي يحيى بن أبي منصور.

وكانت بغداد تموج في ذلك العصر بالعلماء يحجون إليها من كل حدبٍ وصوب، ولِمَ لا؟ ألم تكن مركزاً للخلافة، ومهداً للحضارة، ومنارةً للعلم؟

وفيها تتم ترجمة نفائس العلوم عن الإغريقية والفارسية والهندية والسريانية، كما تجري بها رَصَداتٍ دقيقة للظواهر الفلكية. في هذا المناخ العلمي الثري نشأ عالمنا وقام بتأليف كتبه وإجراء أرصاده.