التاريخ

العوائق التي حالت دون نشر كتاب كوبرنيكوس في الوقت المحدد

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

كتاب كوبرنيكوس التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

في التأني… السلامة

انتهى كوبرنيكوس من تأليف كتابه الذي تضمن نظريته، حركة الأجرام السماوية، في عام 1530 إلا أنه تريَّث في نشره كثيراً، ثلاثة عشر عاماً، إذ لم ينشر إلا في عام 1543، عام وفاته!.

ولكن ماذا كان الباعث- يا تُرى-على كل هذا التأخير؟

إنها الكنيسة… فقد كان من مقتضيات العقيدة الدينية آنذاك أن تكون الأرض- موطن الإنسان وموئلة- مركزاً للكون، وأن تكون كذلك ثابتة لا تتحرك.

ومن ثم لو حاول كوبرنيكوس تخطئة تلك العقيدة على الملأ أو في كتابٍ منشور فالويل والثبور وعظائم الأمور.

 

وثمة باعث آخر… ذلك أن كوبرنيكوس كان أسقفاً من أساقفة الكنيسة. وكان بطبعه شديد التدين دمث الخلق ينأى بنفسه عن أي نزاع. ومع أنه كان عالماً يُدرك قيمة الحرية في دفع عجلة الفكر، إلَّا أن حكمته اقتضت عدم نشر الكتاب.

لهذين السببين مضت سنوات وسنوات وعالمنا راغبٌ عن طبع كتابه ونشره، وأصدقاؤه من حوله يحثون ويقنعون حتى ظفروا بما كانوا يبغون.

والإنصاف يقتضي منا أن نبيِّن هنا أن إحجام كوبرنيكوس عن نشر كتابه كل هذه المدة لم يكن مبعثه خوفاً أو انعدام ثقة.

انظر إلى بعض ما قاله في مقدِّمته بعد أن رفعه إلى البابا بولس الثالث: "إذا حكم الناس، رغم جهلهم بالرياضيات، على ما بهذا الكتاب من آراء وفقا لآية من الكتاب المقدس شوَّهوا صوغها وحرَّفوا فحواها كي توافق هواهم، فإني لا أقيم لهم وزناً. وإني لأرفع بحثي هذا إلى قداستكم ومن ورائكم الرياضيون الأعلام لتحكموا فيه".

 

وصولٌ… في الوقت الضائع!

سَلَّمً كوبرنيكوس أصول كتابه ذلك إلى تلميذه (رتيكوس) ليطبعه في نورمبرج، وأُرسلت أول نسخة مطبوعة منه إلى مؤلَّفها.

ولكن أين المؤلَّف؟ تراه طريحاً في فراش السقام فقد أصابه الشلل وهو في السبعين. وإذ كانت النسخة المرسلة إليه، من الكتاب الذي أودعه زبدة مباحثه في الطريق إليه، كان هو في طريقٍ آخر…

فقد وصلته في 23 مايو عام 1543 وهو فاقد الوعي استعداداً لرحيلٍ طويل. ويُبين الشكل رقم (35) كوبرنيكوس على فراش الموت وهو يشهد أول نسخة من كتابه.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى