أولى مساهمات جاليليو الفلكية
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
مساهمات جاليليو الفلكية أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة
كان جاليليو عالماً فيزيقياً ورياضياً ممتازاً، كما كان فلكياً من طرازٍ نادر.
ولعل أولى مساهماته المهمة في علم الفلك كانت في عام 1604 عندما كان أستاذاً في جامعة بادوا، ذلك المنصب الذي شغله في عام 1592 وعمره إذ ذاك ثمانية وعشرون عاماً!!.
وحدثت تلك المساهمة عندما بدا في السماء نجمٌ جديدٌ مستعر أثار اهتمام الناس على اختلافهم.
وألقى عالمنا محاضرة عامة أوضح فيها، على أساس مشاهداته الدقيقة، أن هذا النجم الجديد نجمٌ حقاً ولا يمكن أن يكون شهاباً عابراً في الغلاف الجوي المحيط بالأرض.
وأنه لا بد وأن يكون نجماً ثابتاً بعيداً من بين النجوم الثابتة البعيدة عن نطاق نظامنا الشمسي وتنبَّأ جاليلو بأن هذا النجم سيظل مرئيا لفترة قصيرة ثم يختفي بعد ذلك.
يا للجرأة في قوله هذا… ذلك ان النظرة العامة التي كانت سائدة إذ ذاك عن العالم الخارجي كانت أرسطية في مجموعها.
وكان الاعتقاد السائد هو أن السماوات تتصف بالكمال وعدم التغير ولا تعاني نمواً أو تحللاً. إن الأرض فقط، وهي مركز الكون، هي القابلة للتغير، وقوانين الفيزيقا على الأرض تختلف اختلافاً بيِّنا عن مثيلاتها التي تنطبق على الأجرام السمائية.
وكان رأي جاليليو بأن هذه السماوات الكاملة وغير القابلة للتغير قد تعاني من النمو أو من التحلل، لا بد وأن يصطدم بالأرسطيين. ولعل هؤلاء الأرسطيين، كما يقول أحد مؤرخي سيرة جاليليو، (قد تضايقوا من ظهور هذا النجم بقدر ما تضايقوا مما فعله جاليليو حين لفت النظر إلى هذا النجم بقوة وبشكلٍ علني).وعلى أية حال فقد كان الهجوم على جاليليو أسهل من الهجوم على النجم ذاته!!
ولم يتوان جاليليو عن التقاط القفاز وانتهز الفرصة لهدم العلم الفيزيقي الأرسطي القديم، الذي كان يؤمن بعدم صلاحيته، ومعه النظام البطليموسي للكون الذي يعتبر الأرض بمثابة المركز لهذا الكون، ويبين الشكل رقم (37) المنظار الذي كان جاليليو يستخدمه في أرصاده الفلكية.
كما يبين الشكل رقم (38) جاليليو وهو يجرب تلسكوباً صنعه.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]