رحلات عديدة قام بها الإدريسي بهدف العلم

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

العلم الإدريسي التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

زائر … (أهل الكهف)!!

تميَّز الإدريسي، كما ألمحنا، بكثرة أسفاره وتعدد رحلاته. وقد بدأ سياحته وهو ابن السادسة عشر، مما يدل على نضجه المبكر، فتجوَّل في بلاد الشمال الإفريقي، وعرف مدنه وقراه من مثل مراكش وقطينة (في الجزائر اليوم) .

وزار بعض مدن فرنسية وشاطئها الواقع على المحيط الأطلنطي، وبعض مدن الشاطئ الإنجليزي.

وفي الشرق زار مصر والشام وتجوَّل في سائر بلاد آسيا الصغرى، وهناك زار المغارة المنسوبة إلى (أهل الكهف). ولم يكن له في حله وترحاله غير مقصدٍ واحد: العلم.

وقد عُني في زياراته للبلدان بوصف أحوالها الاجتماعية والاقتصادية وعاداتها وتقاليدها ووصف مدنها وقراها وجبالها وهضابها وبحارها وأنهارها، وصف العالم المدقِّق، نظرةً فاحصة ورؤيةً صادقة.

وروى عنها قصصاً كثيرة وأساطير. روى قصة مغامرة كشفية بحرية قام بها شباب مسلم، مغامرون ثمانية، كلهم بنو عم، من الأندلس خارجين من لشبونة (عاصمة البرتغال اليوم) في مركبٍ مشحونٍ بالماء والزاد يكفي مؤونة أشهر، أبحروا في بحر الظلمات (المحيط الأطلسي) مدة شهر، وصلوا بعدها إلى جزيرة رجالها طوال غلاظ شداد ونساؤها باهرات الحسن فائقات، اتفق أنها الجزر الخالدات (جزر الكناري عند الغرب).

ويعتقد الكثيرون أن هذه الجزر هي جزر البحر الكاريبي، وبعد أيامٍ أعادهم أميرها إلى أسفى من موانئ المغرب الأقصى.