المميزات التي حظي بها ابن البيطار من الملك في القاهرة
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
ابن البيطار الملك القاهرة التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
نزل عبدالله أرض مصر وله من العمر ثنتان وثلاثون، حملته سفينة يونانية إلى الإسكندرية التي ما فتئ أن ارتحل عنها قاصداً القاهرة الأيوبية، حيث استقر به النوى في جزيرة الروضة في قلب النيل جنوبي المدينة.
ليلة واحدة استقر فيها عبدالله في بيته الجديد بعدها استقبله الملك الكامل عبدالله وفاجأه بأنه يعرف عنه كل شيء، فأدرك عبدالله أن للملك عيوناً خاصة وأن مصر في حروبٍ مع الصليبيين.
ولما علم الملك أن الوافد الجديد صيد لي وعالم نبات ألحقه بزمرة الصيادلة العشابين بالبيمارستان[1] (المستشفي) الناصري.
ولما كانت الليلة التالية كتب عبدالله رسالة إلى أهله بسبتة يستقدمهم فيها إلى القاهرة على أول سفينة.
وفرح عبدالله بلقاء الأهل في القاهرة وقد تحلقوا حوله التفاف الشهب بالبدر أو الجند بالعلم، وهو يقرأ على ضوء مشكاة في ليلة شتاء رسالتين حملهما بريد البحر من شيخيه: ابن الرومية، وأبو الحجاج.
ودار القمر حول الأرض دورات، مرت خلالها شهور، وإذ بالملك الكامل يدعو عبدالله ويجلسه معه على مقاعد الملك، فلما تحرَّج قال الملك: اجلس ولا تتحرَّج فنحن نعرف أقدار العلماء.
العلماء ملوك كل العصور يا عبدالله. وفي ذلك الوقت، كان الملك الكامل يعرف من مدير البيمارستان الناصري، قدر ضيفه العالم، ومن ثم عيَّنه رئيساً للعشَّابين وقيِّماً على خزانة العقاقير بذلك البيمارستان.
وشكر عبدالله الملك، وصمت الملك لحظة ثم قال: أشر علي يا عبدالله في أمر استيلاء جاي دي بريين الطرنسى على مدينة دمياط، فقد استمعت لرأي قادة الحرب، وبقي أن استمع لرأي العلماء.
وكان عبدالله يعلم أن الملك الكامل قد أتم الاستحكامات جنوبي دمياط إلى المنصورة، ولكن النهر لا يزال يتدفَّق ويمكن لسفن الصليبيين اجتيازه إلى الجنوب.
ومن ثم قال: مولاي، أغرق سفناً في النهر جنوبي دمياط، فتمنع بذلك سفن العدو من التقدُّم، ويظل النهر يجري فلا يغرق ما وراءه من أرض مصر.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]