الطب

مرض الإيدز

2004 في بيولوجية الإنسان والتربية الصحية

ضياء الدين محمد مطاوع

KFAS

مرض الإيدز الطب

في أوائل الثمانينيات وفي مدينة سان فرانسيسكو لاحظ الأطباء كثرة ظهور ورم جلدي خبيث بين الشواذ جنسياً يدعى مرض كابوسي. 

ومن المعروف أن هذا المرض نادر الحدوث في تلك المناطق.  ويظهر مرض كابوسي على شكل عقيدات متحجرة لونهها أحمر يميل إلى الزرقة ويصيب الأقدام والأيدي عادة، وقد يمتد فيما بعد ليصيب مناطق أخرى من الجلد.

ويتميز ببطء الانتشار، إلا أن هذا المرض بدأ يأخذ  شكلاً مختلفاً عن المعتاد في الشواذ جنسياً، فكان سريع الانتشار ويصيب أماكن متعددة من الجلد والغشاء المخاطي، وسرعان ما كان يهدد حياة المريض ويؤدي إلى وفاته.

وصاحب ظهور تلك الأورام الاستعداد لكثرة الإصابة بالأمراض الميكروبية والفطرية والفيروسية والتي كانت أيضاً تأخذ شكلاً غير مألوف ولوحظ أن كثيراً نم تلك الأمراض ينجم عن الإصابة ببعض الميكروبات التي لا تصيب الشخص ذا المناعة العادية.

 

ويطلق عليها اسم الميكروبات الانتهازية، التي تصيب من يعانون نقصاً في مناعة الجسم وصاحب ظهور هذه الأورام الجلدية وكثرة الإصابة بالالتهابات الرئوية نقص مطرد في وزن الجسم وتضخم الغدد الليمفاوية، وكان الأمر ينتهي بالوفاة.

وقد أشارت تلك الاعراض مجتمعة إلى أن المصابين بتلك الحالة يعانون نقص المناعة المكتسبة. 

وأضيفت كلمة المكتسبة لتمييزه من مرض آخر مرتبط بنقص مناعة الجسم لدى الأطفال نتيجة عيوب خلقية في أحد مكونات جهازهم المناعي، ويُعرف بمرض نقص المناعة الولادي.

 

إن كلمة الإيدز (وهي الكلمة التي أصبحت دارجة على كل لسان) تشير إلى مرض مروع، يهدد وجود البشر على سطح كوكب الأرض وتتعدد طرق الإصابة به، منها:

-حقن المخدرات أو الحقن الطبية الملوثة.

-نقل دم من شخص مصاب إلى شخص سليم.

-الاتصال الجنسي الشاذ.

-الانتقال من الحامل المصابة إلى جنينها عن طريق المشيمة.

ولا ينتقل فيروس الإيدز عن طريق الأكواب والملاعق أو المصافحة أو الحشرات (مثل: الذباب والبعوض والبراغيث) كما يظن البعض.

 

الإصابة بالفيروس

يصيب فيروس الإيدز نوعاً من خلايا جهاز المناعة يلعب دوراً أساسياً في وقاية الجسم من الأمراض ومن ظهور الخلايا السرطانية. 

ويتكاثر الفيروس داخل الخلية المصابة حتى يدمرها، لينتقل إلى غيرها فيدمرها، وهكذا إلى أن يدمر معظم ذلك النوع من الخلايا ويحرم الجسم من سلاح مهم في الدفاع عن نفسه.

وعادة ما يمر وقت طويل بين دخول الفيروس إلى الجسم وبين فقدان الجسم لمناعته، وقد يحدث ذلك خلال سنوات عدة، يكون المصاب خلاله حاملاً للمرض وينقله للآخرين دون ظهور أعراض عليه.

 

مراحل المرض

يمر المصاب بعدة مراحل بدءاً من إصابته بالفيروس حتى ظهور المرض الذي ينتهي بالوفاة في كل الأحوال.

المرحلة الأولى

تأتي بعد الإصابة مباشرة، وقد يشعر فيها المريض بأعراض بسيطة تشبه الإنفلونزا لا تسترعي انتباهه، وتستغرق تلك المرحلة زمناً بسيطاً، وتنتهي بظهور أجسام مضادة للفيروس في مصل الدم تعد دليلاً مختبرياً للإصابة.

– المرحلة الثانية

يكون فيها المصاب حاملاً للفيروس، ولا تظهر عليه أعراض. ويكون مصدراً لعدوى الآخرين. وتمتد تلك المرحلة سنوات عديدة تنتهي ببدء ظهور الأعراض.

المرحلة الثالثة

وتظهر الأعراض خلالها في صورة ارتفاع في درجة الحرارة، ونقص مطرد في الوزن، وتضخم الغدد الليمفاوية في جميع أجزاء الجسم، مع كثرة الإصابة بالإسهال.

– المرحلة الرابعة (الأخيرة):

وفيها يكون المريض قد فقد مناعته ضد الإصابة بالميكروبات، ويمكن لأي ميكروب أن يهاجم جسمه.  كما تتميز تلك المرحلة بظهور أورام خبيثة، مثل: ورم كابوسي بالجلد، وأورام الجهاز الليمفاوي الخبيثة، وأورام ليمفاوية خبيثة في المخ، بسبب عجز جهاز المناعة في مهاجمة الخلايا السرطانية، وتنتهي هذه المرحلة بالوفاة.

 

الظواهر الجلدية لمرض الإيدز

ذكرت التقارير الطبية والأبحاث أن أكثر من ثلاثين مرضاً جلدياً تنتشر بصورة أكبر بين مرضى الإيدز، ويمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات:

 

الأمراض الناتجة عن الإصابة بالفيروسات

وأشهرها الهربس البسيط المتكرر، والهربس العصبي، والثآليل، والمليساء المعدية، والتينيا الملونة، والأمراض الفطرية (أشهرها كانديدا الفم والمريء). كما يعاني المريض تكرار الإصابة بالدمامل والخراريج. 

ومن الممكن أن تصيب كل تلك الأمراض الشخص الطبيعي إلا أن الإصابة المصاحبة لمرض الإيدز تتميز بكثرة تكرارها على فترات قصيرة، كما تتميز بصعوبة علاجها وميلها إلى الانتكاس.

 

 ورم كابوسي

وهو مرض خبيث يصيب الجلد، ويتميز في حالة مرض الإيدز بسرعة انتشاره وإصابته مناطق عديدة من الجلد والأغشية المخاطية.

 

 أمراض جلدية شائعة

تأخذ صورة خاصة مختلفة عن صورتها المعتادة في الأشخاص الطبيعيين، وأهمها الالتهاب الدهني الذي يصيب فروة الرأس والوجه (خاصة الأنف والخدود)، ويتميز بوجود احمرار وقشور دهنية يميل لونها إلى الصفرة.  و

قد لوحظ أن الالتهاب في حالة مريض الإيدز يكون أكثر شدة وأقل استجابة للعلاج منه في الإنسان العادي.

 

الوقاية من مرض الإيدز

-التزام الإنسان بالعلاقات الجنسية السوية.

-الفحص الدقيق للدم قبل نقله، للتحقق من خلوه من فيروس الإيدز.

-الإقلاع عن الإدمان، لأن الإدمان على المخدرات مع تبادل المحاقن المستخدمة في تعاطي المخدرات وما يصاحب الإدمان من سلوك جنسي غير سوي نتيجة لتدهور القيم لدى المدمنين، يعرض تلك الفئة للإصابة بالإيدز.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى