تكريم العالم “إداورد جنر”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
العالم إداورد جنر التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
التكريم… خارج الوطن
حصل جِنَر على الشهرة والعرفان بالجميل من ألوف الناس، وانتشر الخبر السار، خبر قهره الجدري، في جميع أنحاء المعمورة، وحيَّاه العالم بوصفه محسناً كبيراً للبشرية كلها.
وفي كلٍ من هولندا وسويسرا أوصى رجال الدين بالتطعيم داخل الكنائس.
أما في البلاد الكاثوليكية الرومانية فقد كان الناس يستقبلون اللقاح بفرحةٍ غامرة وحماسٍ كبير.
وفي ألمانيا جعلوا من يوم تطعيم جِنَر لابنه جيمي عيداً شعبياً.
وفي روسيا أصدرت الإمبراطورة مرسوماً بأن أول طفل يطعَّم باللقاح ضد الجدري في بلادها ينبغي ان يسمى (فاكسينوف) وأن يتعلَّم على نفقة الدولة.
كما أصبح التطعيم في بافاريا إجبارياً عام 1807، وفي الدنمارك عام 1810، وفي السويد عام 1814، وتباعاً في معظم بلاد العالم.
حقاً لقد كان عرفان البشرية لجِنَر عظيماً، حتى إنه عند إعلان الحرب مع فرنسا كان هناك كثير من مواطنيه أسرى في فرنسا، فلما وقَّع التماساً لإطلاق سراحهم عقَّب نابليون على الالتماس متعجباً: (لن نملك أن نرد لهذا الرجل مطلباً!).
كما أن إنجليز آخرين كانوا محتجزين في النمسا وفي المكسيك أُطلق سراحهم بطلبٍ من جِنَر، واستعمل بعضهم خطابات موقعة منه كجوازات مرور، إذ كان توقيعه له وزنه وقيمته في كل مكان.
كذلك أهداه قيصر روسيا خاتماً، وأثنى نابليون عليه، وقَدِم إليه وفدٌ من الولايات المتحدة من الهنود الحمر يحملون إليه الهدايا ويقدِّمون الشكر المزيد.
كلهم باركوا جِنَر، ذلك الرجل الذي كان شجاعاً عندما كان يحصِّن الناس بلقاحٍ خفيفٍ ليحميهم من وباء مرعب
وعلى الرغم من أن الفكرة أصلاً لم تنبع من ذات عالمنا، إلا أنه بفضل تبنِّيه لها وتأكيده إياها، استطاع أن ينقذ عشرات الملايين من الموت المؤكد حيث قُدِّر عدد الأوروبيين الذين قضى عليهم الجدري فيما بين عامي 1700 و 1800 بحوالي 60 مليوناً من البشر، وهو ما يقرب من ضعف عدد سكان لندن ونيويورك وطوكيو وشنغهاي وموسكو مجتمعةً في ذلك الوقت!.
وعلى الرغم كذلك من أن الأسلوب الذي اهتدى إليه لم يمنع إلَّا مرضاً واحداً، إلَّا أنه كان في غاية الخطورة لذا استحق عالمنا كل ما خلعوه عليه من ألقابٍ ونياشين وكل ما لقيه في حياته من حفاوةٍ وتكريم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]