علم السيمياء الهندية
1999 تاريخ الكيمياء
صلاح محمد يحياوي
KFAS
علم السيمياء الهندية التاريخ الكيمياء
ربما عرفت الهند القديمة السيمياء في العصر الأقدم من العصر الذي عرفتها فيه الصين، إلا أن الأصول التاريخية لذلك لم تر النور حتى الآن.
إن هناك فرضية تقول بأن النظريات والممارسات الهندية هي من أصل عربي، إلا أن كتاباً ألّفه ناغارونا NAGARUNA، وكان قد ترجمه كوماراجيفا KUMARAJIVA إلى الصينية قبل تفتح السيمياء العربية بثلاثة قرون، يتضمن ذكر التطافر إلى ذهب بطريقتين مختلفتين، سواء بقدرة العقاقير، أو بالقوة النامية لليوغا JOGA.
وقد بَيّنَ "ميرسيا إيلياد ELIAD" الترابط بين اليوغا والسيمياء قائلاً: "إنه بادئ ذي بدء التماثل الواضح بين اليوغاني الذي يعمل على جسمه وحياته الذهنية النفسية من جهة، والسيميائي الذي يعمل على المواد من جهة أخرى.
فكل منهما يَرمي إلى "تنقية" هذه المواد المشوبة و "جعلها كاملة" كي تتطافر في النهاية إلى "ذهب"، لأن الذهب هو الخلود كما تقول النصوص الهندية، إنه المعدن الكامل، ورمزيته تتصل برمزية الفكر الصرفة والحرة والخالدة، و اليوغاني يرمي بالتقشف والزهد إلى استخلاص الحياة النفسية الذهنية "المشوبة والمستعبدة".
وهكذا يأمل السيميائي حسب إيلياد "بقذف" تقشفه وزهده على المادة بالوصول إلى النتائج نفسها التي وصل إليها اليوغاني، فهو بدلاً من إخضاع جسمه وحياته الذهنية النفسية إلى قسوة اليوغا وعنفها لفصل الفكر عن كل حضور ينتمي إلى المادة فإن السيميائي يخضع المعادن إلى عمليات كيماوية مماثلة للــ "صفاء" وللـــ "التعذيب" التقشفيين.
إن الأمر في الحالتين – حالة اليوغا وحالة السيمياء – هو إجراء تطافر جسم "بائد وقابل للتفسخ" إلى "جسم كامل" لا يفسد و "إلهيّ". فالجسم "المولود في الحياة" يتضمن تجربة موت وبعث مُساريين.
وهكذا تتوازى تعاليم اليوغا وتعاليم السيمياء، إنهما ترميان إلى الهدف نفسه ألا وهو تحرير الإنسان من قوانين الزمان وتخليص وجوده من الظروف، والحصول على الحرية المطلقة.
يرى شاندغيا أوبانيشاد CHANDOGYA UPANISHAD أن الماء هو الشكل الأولي للمادة.
وقد ظهرت في فايسشيكا VAISESHIKA نظرية ذرية تصف تسع مكونات عامة هي:
1) الأثير (أكاسا AKASA)، وهو غير ذري، غنه لا متناه وخالد.
2) و 3) الزمان والمكان، وهما جملة غير مادية، ولكنها مع ذلك كيان.
4) الروح، وهي غي مادية، ولكنها مع ذلك كيان.
5) قوى الطبيعة المجسدة، وهي الوسط الذي تُحمل عبره انطابعات الشعور إلى الروح، والذي تفسر عبره الروح العامة (أتمان ATMAN) للفر.
غير أن تأثير الفلسفة الهندية لم يكن هاماً في تطور الكيمياء في العالم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]