كيفية تصنيف الأطفال للملابس ضمن ظروف مختلفة
1999 أطفالنا والعلوم في المرحلة الابتدائية
KFAS
تصنيف الأطفال للملابس البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
يستطيع الأطفال في البداية دراسة تلاؤم الملابس المتنوعة مع المناسبات المختلفة، وهذا العمل يمكن أن يتضمن الملابس التي ترتدى في مختلف بقاع العالم، و(الكتالوجات) (أي الفهارس المصورة) التي يتم طلبها بالبريد لمصدر مفيد لتشكيلة متنوعة من صور الملابس.
ويمكن للأطفال قطع صور مختلفة منها وتصنيفها بطرق مختلفة. والطريقة المثالية هي أن يحاول الأطفال التصنيف بأنفسهم، وقد يقدموا بعض الاقتراحات التي تعين المعلم على مناقشة معنى التقاليد والموضة إلى جانب ملاءمة هذه الملابس للظروف داخل المنزل وخارجه.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن يصنف الأطفال الملابس حسب الظروف الجوية المختلفة، أو للنساء والرجال، أو للأطفال والكبار، أو للشعب الآسيوي والغربي.
وبمناقشة لاحقة يمكن دراسة هذه التصنيفات إن كانت معقولة أم لا. فالآسيويون عادة ما يرتدون الملابس الغربية والعكس صحيح.
هذا النمط من المناقشات يقود الأطفال لفكرة ان اختيار الملابس بالرغم من انه متصل بملاءمته للبيئة إلا أنه يتأثر أيضا بالتطورات التاريخية، والثمن، والاختيار الشخصي.. هذه الأفكار الأخيرة يمكن تطويرها إلى جانب الأفكار التي تم تحديدها في منهج الدراسة للعلوم التقنية.
القصص البسيطة مثل أقصوصة ايسوب الخرافية ((Aesop'sfable)) من كتاب الريح والشمس ((The Wind and the sun)) تعين الأطفال على رؤية العلاقة بين أنواع الملابس والظروف المناخية المختلفة، كما أن تخطيط الأطفال وتجهيزهم لمكان مسرحية تناسب يوما باردا في الشتاء يمكن أن يتضمن صنع نماذج للنار والقناديل اليدوية لليالي الشتوية المظلمة، وفرز الملابس الدافئة المناسبة للخروج إلى جانب ملابس النوم الثقيلة، وربما تحضير وصنع الحساء.
ويمكن لمجموعة أخرى في الوقت ذاته أو في مناسبة أخرى تجهيز مشهد ليوم حار.. هذا وإن اشتراك الأطفال في التخطيط سيجعلهم أكثر إدراكا لتأثير الظروف الجوية المختلفة على الكثير من الأنشطة، كما سيعينهم على تنفيذ المهمة التي تغطي جميع الأهداف العلمية التطبيقية التي أحرزوها.
وكجزء من هذه الأنشطة يمكن للأطفال تنفيذ التجارب لاكتشاف أي الملابس أو المواد مناسبة للمحافظة على دفء أو برودة الجسم، وهناك تجربة مرئية ملموسة جدا للأطفال الصغار مناسبة لذلك، وتتم عن طريق ملء الماء الساخن في عدة زجاجات معدة معدة لذلك، ثم تغطيتها بالملابس المختلفة، حيث يمكن تغطية أحد الزجاجات ببطانية، وأخرى بمعطف طفل، وأخرى بقميص صيفي، وترك الأخيرة عادية دون غطاء، ويستطيع الأطفال بعد ذلك تحسس الزجاجات بطريقة منتظمة بعد مضي ساعتين من الوقت، للتعرف على أي القطع حافظت على الزجاجات دافئة، وببعض المساعدة يستطيع الأطفال التعرف على بعض العوامل المؤثرة على الاحتفاظ بالحرارة، وعلى سبيل المثال، نوع المادة وسمكها وعدد الطبقات التي يتكون منها، وإذا كان الهواء محجوزا أسفل القماش.
ويمكن استكشاف العوامل المختلفة بدقة أكبر، ولكن ربما بأبحاث أكثر عمقا، حيث يمكن للأطفال فحص تأثير استخدام المواد المختلفة، وذلك عن طريق تغطية عدة زجاجات بلاستيكية بمواد مختلفة، مثل الفرو والصوف والقطن، مع ترك إحداها دون غطاء.
وذلك بعد ملئها جميعا بماء ساخن، بحيث تكون درجة حرارته آمنة بما فيه الكفاية ليتعامل معه الأطفال، كما يجب على الأطفال استخدام الترمومتر الكحولي (وليس الزئبقي، وذلك لأسباب وقائية)، ثم قياس درجة الحرارة بعد انقضاء كل نصف ساعة، وذلك لاكتشاف أي المواد تستطيع الإحتفاظ بحرارة الماء لأطول فترة ممكنة.
كما يمكنهم أيضا تحسس الزجاجات بأيديهم، حيث يحتاجون للخبرة الفعلية في تحسس الاختلافات في فقدان الحرارة، لربطها مع التسجيل الموضح في الترمومتر، مثل هذا النشاط يساهم في تعليم الأطفال استخدام الترمومتر، وأيضا توقيت التجارب.
ومعظم أطفال الفصول التمهيدية لن تكون عندهم خبرة كبيرة في استخدام الترمومتر، ولذلك يمكنهم استخدام أشكال ورقية بحجم الترمومتر، وتلوين الارتفاع المساوي للكحول في كل مرة يتم فيها أخذ القياسات، حيث سيساعدهم ذلك على ملاحظة كيفية تغير مستوى سطح السائل في الترمومتر.
وما أن ينتهي الأطفال من تنفيذ التجربة، حتى يمكنهم اقتراح سبب حفظ بعض المواد لحرارة الأشياء، واقتراح بعض الفروض لذلك، وقد يتنبؤوا بأن المواد السميكة أو الناعمة أو الخفيفة تحفظ الأشياء دافئة.
وتستطيع مجموعات الأطفال المختلفة اختبار صحة الفروض المختلفة باستخدام مجموعات من المواد السميكة والخفيفة، الصلدة والطرية، الملساء والتي كأنها زغب (مثل الفرو والريش)، كما يمكن اختبار تأثير استخدام طبقات مختلفة من الأقمشة بالطريقة ذاتها.
ويمكن اختبار الملابس المستخدمة في الظروف الجوية الرطبة، وصنع مجموعة من الأشياء التي تحفظ أجسامنا جافة، مثل المظلات والأحذية عالية الساق ومعاطف المطر والسوسترز (معاطف طويلة حافظة من الماء، وقبعات يرتديها البحارة في العواصف البحرية).
وهنا يمكن عرض صور عن أناس يعملون في ظروف جوية رطبة، مثل رجال المطافئ والبحارة، كما يستطيع الأطفال إحضار الملابس التي يرتدونها في اليوم الممطر.
وإذا تفحصوا الرقع الملصقة على ملابس المطر لديهم فسيجدوا أن بعضها يتم وصفها على أنها مقاومة لوابل المطر (المطر الغزير في وقت قصير)، في حين أن الأخرى توصف على أنها مقاومة للمطر أو الماء.
ويمكن للمعلم مناقشة الاختلاف بين هذه المصطلحات، وكيف أنها تتعلق بالأنواع المختلفة من المطر المتساقط، وهنا فرصة جيدة للأطفال لتسجيل عدد مرات حدوث كل من وابل المطر أو المطر الخفيف أو الأمطار المنهمرة في الشهر الواحد، لملاحظة عدد المرات التي كان فيها استخدام المعطف المقاوم لوابل المطر غير مناسب، وهذا قد يؤدي لمناقشات حول المشاكل التي يواجهها مصمموا الملابس في إنتاج معطف يزودنا بمتطلبات متنوعة ومتعددة كأن يكون جذابا ومريحا ويمنحنا الدفء ويحمينا من الرياح، إلى جانب أن يكون مقاوما للمطر.
وما أن ينتهي الأطفال من تفحص الملابس المقاومة للماء يمكن للمعلم إمدادهم بتشكيلة متنوعة من الأقمشة لاختبارها والتنبؤ أيها مقاوم للماء؟
حيث يمكن بسط كل قطعة من القماش على (علبة زبادي) وتثبيتها في مكانها بالأربطة المطاطية، ثم يستخدم الأطفال قطارة لتنقيط قطرات الماء واحدة تلو الأخرى على القماش، ثم حساب عدد القطرات التي يستطيع القماش أن يحتفظ بها قبل أن يتسرب خلالها، والوقت الذي يستغرقه الماء للتسرب، ومرة أخرى يستطيع الأطفال بعد الانتهاء من إجراء تجاربهم الأولى، تفحص نتائجهم، وكتابة استنتاجهم الذي توصلوا إليه والذي يستطيعون أن يختبروه.
فقد تصرح إحدى المجموعات بأن جميع المواد اللامعة مقاومة للماء، وهذا التعميم صحيح إن كانت القطع اللامعة الي اختبروها مقاومة للماء، وهنا يمكنهم جمع مجموعة جديدة من المواد اللامعة والتي طبقا لاستنتاجهم يجب ان تكون مقاومة للماء، ويعيدوا التجربة، والتعميم الجديد المناسب الذي سيتوصلون اليه هو ان لمعان المادة لا يؤثر على مقاومة الماء.
باتخاذ الأطفال لمثل هذا الإجراء سيكونون قد اتبعوا المنهج العلمي الصحيح، فخلال الأبحاث يقوم جميع العلماء بوضع فروض غير صحيحة، وبعد اختبارها يقومون بتعديلها وتحسينها.
ويمكن جعل الأقمشة المختلفة مقاومة للماء، ويستطيع الأطفال عرض اقتراحاتهم المختلفة لذلك وتجربتها على الاقمشة غير المقاومة للماء، فقد يحاولون استخدام الأصباغ، أو الصمغ، أو الشمع، أو سائل طلاء وصقل الأظافر. وبالرغم من أن بعض الوسائل ستكون ناجحة في عملها إلا أنها ستكون غير مناسبة للملابس، لأنها ستجعلها قاسية جدا يصعب اتداؤها ولكنها قد تكون مناسبة لأشياء أخرى مثل (البوت) أي الحذاء عالي الساق.
هذا النوع من المناقشة يربط الأطفال بالعلوم التطبيقية، حيث يستطيعون إدراك أنه عادة ما توجد حلول عديدة للمشكلة الواحدة، والاختيار الأخير يعتمد على عوامل عديدة مثل الاستخدام والتكلفة، والأمن والسلامة، ومدى جاذبيتها وسهولة صنعها.
ومثال على التعارض بين الاستخدام والسلامة، يمكن توضيحه بدراسة الملابس ذات القلنسوة (غطاء واق للرأس والوجه)، فالأطفال يدركون أن القلنسوة تحافظ عليهم دافئين جافين، ولكنها يمكن أن تحد من السمع والنظر، وتجعل من الخطر عليهم عبور الشارع، وهنا يمكن اختبار القلنسوات المختلفة، حيث يرتدي أحد الأطفال القلنسوة وينظر رأسا أمامه، في حين يقوم طفل آخر بتحريك القلم الرصاص أفقيا حول رأس الطفل الأول الذي يخبرهم عن النقطة التي لا يستطيع رؤية الجسم عندها، وهنا يتم وضع علامة عند زاوية النظر على دائرة توضع أسفل الطفل الأول، وسيكتشف الأطفال أن النظر بدون القلنسوة أفضل بكثير.
وبالطريقة ذاتها يتم اختبار فقدان السمع بارتداء القلنسوة، حيث مرة أخرى يرتدي أحد الأطفال القلنسوة وينظر أمامه في حين يقوم طفل آخر بدق الجرس بهدوء من مسافة بعيدة خلف الطفل الأول، ثم يقترب منه شيئا فشيئا، وما أن يسمع الطفل الأول الصوت حتى يتم قياس المسافة ما بين الطفلين.. ويمكن تطوير العمل على السلامة، بفحص الملابس والمواد التي يمكن رؤيتها في الظلام، حيث يطلب من الأطفال التفكير في طريقة لإيجاد أي الألوان يمكن مشاهدتها بسهولة في ضوء النهار أو ظلمة الظلام.
واذا كان بالمدرسة أطفال من ثقافات مختلفة، يمكن الطلب من الأطفال إحضار ملابس تُرتدي في أنحاء أخرى من العالم والتحدث عنها، وبعد أن يصف الآباء أو الأطفال الذين زاروا البلدان الأخرى مناخها المختلف، يستطيع المعلم تشجيع الأطفال على اقتراح كيف تتناسب الملابس التي يرتدونها مع المناخ، فالملابس التقليدية التي يرتديها أهل الهند وباكستان مصممة لتكون باردة، وذلك عن طريق كونها فضفاضة وخفيفة في وزنها وفاتحة في ألوانها.
كما أن تصميمها يحد من لفحات الشمس ولسعات الحشرات، وذلك لأنه يغطي معظم أجزاء الجسم. ويمكن للأطفال ان يتبعوا ذلك باختبار الفرق بين اللون الأبيض والأسود ونحتاج لذلك زجاجتين إحداهما يتم لفها بمادة بيضاء، والأخرى بنفس الكمية والنوع من المادة، ولكن بلون أسود، واللباد مناسب تماما هنا في الاستعمال، فنملأ الزجاجات بالماء البارد، ويتم تدفئتها باستخدام مجفف الشعر، او وضعها أمام جهاز التسخين.
وإذا قاس الأطفال درجة الحرارة بعد انقضاء كل نصف ساعة، فإنهم سيلاحظون أن الزجاجة السوداء تسخن بسرعة أكبر، وذلك لأن المادة البيضاء تعكس الحرارة، وبالتالي فإن الملابس البيضاء تسكون أبرد عند ارتدائها في البلاد الحارة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]