أصول نشأة نظرية الانجراف القاري
2009 الموسوعة العلمية للصخور والمعادن
KFAS
نظرية الانجراف القاري علوم الأرض والجيولوجيا
نشأت أصول نظرية الصفائح التكتونية أوائل القرن العشرين على يد عالم الأرصاد الجوية الألماني (Alfred Wegener) الذي لاحظ الطريقة الاستثنائية التي يعكس فيها الساحلُ الغربي لأفريقيا الساحلَ الشرقي لأميركا الجنوبية .
كما لاحظ مضاهاة مذهلة بين قارات منفصلة على نحو متباعد في أشياء ما مثل الطبقات الجيولوجية والأحافير الحيوانية والنباتية القديمة – وعلى وجه الخصوص تلك التي تعود إلى العصر البرمي Permian Period قبل 230 مليون سنة تقريباً.
كما أضفى وجود إشارات لأنواع استوائية قديمة بعيدة شمالاً حتى الدائرة القطبية الشمالية المزيد على هذا الانطباع .
تكهن "فيغنر" أن ذلك لم يأت محض الصدفة. وأدرك أن هذه الأشياء المتضاهية يمكنها أن تحدث لأن قارات الزمن الحالي المنفصلة كانت في الواقع مجتمعة معاً ذات مرّة.
لقد طرح فكرة أن كل القارات شكّلت إبان العصر البرمي قارةً عظمى واحدة عملاقة وأطلق عليها اسم "أم القارات" (بانجَيا، Pangaea).
يحيط بها محيط واحد عملاق أطلق عليه اسم "أبو المحيطات" (بانثالاسا، Panthalassa). واعتقد "فينغر" أنه في فترة ما ، ربما قبل 200 مليون سنة، انفصلت أم القارات (بانجيا) إلى عدة أجزاء وانجرفت هذه منذ ذلك الحين عن بعضها لتشكّل المساحات القارّية الحالية .
كانت فكرة زحزحة القارات أو انجرافها حول العالم بالنسبة لعدد كثير من الجيولوجيين المعاصرين لفيغنر أمراً سخيفاً .
فقد بدت لهم القشرة الأرضية أكثر صلابة من أن يحدث أمرُ مثل ذلك . ولكن على مدى نصف القرن التالي، تراكم ثقل الأدلة .
وتمثل العنصر الأساسي في اكتشاف حبيبات من المَغيتيت (magnetite)، وهو معدن مغنَطيسي، في صخرة أثرية .
لقد سلكت كل من هذه الحبيبات مسلك البوصلة البالغة الصغر، متراصفة باتجاه القطب الشمالي إبان فترة تكوّن الصخر. ومما أدهش الجيولوجيين، أن هذه الحبيبات لم تكن كلها تشير في نفس الاتجاه .
في البداية، اعتقد الجيولوجيون أن ذلك يُعزا ولا بد إلى ان القطب الشمالي المغنطيسي قد تحرك مع الزمن. ثم أدركوا أنه لم يكن القطب هو الذي تحرك بل هي القارات التي انطمرت فيها هذه الحبيبات، منعطفةً نحو هذا الاتجاه وذاك .
أدرك الجيولوجيون أنه بمعونة أدوات البوصلة القديمة هذه أو المغنطيسات القديمة (Palaeomagnets) يمكنهم تعقب المسار الكامل لحركة قارة ما عبر الزمن – وبهذه الطريقة تم رسم الخرائط في الصفحة السابقة .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]