الصخر البركاني الغني بالسيليكا “الريوليت”
2009 الموسوعة العلمية للصخور والمعادن
KFAS
الريوليت الصخر البركاني السيليكا علوم الأرض والجيولوجيا
تتكون الصخور البركانية أساساً عندما تبرد الحمم (lava) الطافحة من البراكين وتتصلد ، لكن أي مادة مقذوفة من بركانٍ ما يمكنها أن تشكّل صخراً بركانياً إذا تحولت إلى حجارة ، ويشمل ذلك الرماد وكتل الصخور المنصهرة والزبد (froth).
ولأن التعرض للهواء يبرّد الحمم بسرعة ، وقبل أن يتسع الوقت للبلورات لتنمو، تكون الصخور البركانية في العادة غير ظاهرة التبلر (aphanitic) (دقيقة التحبب) أو حتى زجاجية (glassy).
تكون الصخور البركانية الغنية بالسيليكا (على الأقل بنسبة 55% ) فاتحة اللون وتشمل الريوليت والكوارتز الكبير الحبيبات والداسيت .
الريوليت Rhyolite
يُعد الريوليت واحداً من أكثر الصخور البركانية الواسعة الانتشار، ويتكوّن من نفس الصهارة (magma) الغنية بالسيليكا (70-78%) التي تشكّل الغرانيت عندما تتصلد تحت الأرض.
وهذه هي الصهارة التي تشق طريقها إلى أعلى بالانصهار عبر القشرة القارية، وبذلك فإنّ الريوليت هو صخر قاري (continental rock) .
وقد وُجد الريوليت في جزر بعيدة عن اليابسة ، على أنّ مثل أماكن التواجد المحيطية هذه نادرة. والريوليت هو المكافىء النابط (extrusive) الدقيق الحبيبات للغرانيت، لكن هناك اختلافات كيميائية دقيقة.
تكون الميكا في الريوليت بيوتيت أسود، وليست المسكوفيت البني الذي يُشاهد في الغرانيت . وفلسبار البوتاسيوم potassium feldspar)) في الريوليت هو سانيدين (sanidine) بينما في الغرانيت هو الأورثوكلاز (orthoclase).
ويعني المحتوى المرتفع من الكوارتز في صهارة الريوليت أنها باردة نسبياً ولزجة (viscous) جداً ، وتميل هذه الصهارة الدبقة (sticky) إلى أن تسدّ المخرج (vent) البركاني.
وفي بعض الأحيان ، تتخلف سدادة (plug) بعد أن يخمد البركان بفترة طويلة تاركةً لفةً أو حلزوناً من الريوليت بينما تتكشف تدريجياً بفعل التجوية (weathering).
وفي كثير من الأحيان ، تُنسف السدادة في ثورة انفجارية هائلة ، وهو سبب ارتباط الريوليت ببعض أكثر براكين العالم تفجراً ، وعلى وجه الخصوص تجمعات الفوهات البركانية الضخة (caldera complexes) مثل "تامبورا" في إندونيسيا.
تستمد الثورات البركانية المتفجرة قوتها من التمدد المفاجىء للبخار وثاني أكسيد الكربون في الصهارة. ويعمل الانفجار على نسف شظايا السدادة في سحب هائلة من الرماد وانهيارات مميتة من الفتات الناري (pyroclasts) .
تحوّل الفقاعات الغازية أجزاء من الحمم إلى زبد (froth) يتصلد لاحقاً إلى خفّاف (pumice). وبذلك، فإن صخر الريوليت يتكون غالباً من الرماد والفتات الناري بدلاً من الحمم. ومتى ما وُجد غاز أقل في الصهارة فقط تمكّن الريوليت أن يسيل إلى السطح على شكل حمم.
تتكدس حمم الريوليت بسماكة في قباب (domes) أو شِعَب (coulees) (لسانات، tongues) حول المخرج أو المنفس البركاني (vent)، حيث يمنعها ركودها أن تسيل بعيداً. ولدفق الريوليت أسطح مكسرة معيقة لأن القشرة تتبعثر بينما تزحف الكتلة الداخلية إلى الأمام.
ومع ذلك ، لربما قد سال الريوليت القديم إلى مسافات أبعد ، كما يطرح بعض الجيولوجيين ، إذا ما حمي أو تحميص وصار أقل لزوجة بفعل البقع الساخنة (hotspots). ولأنها تطفح عن السطح وتبرد بسرعة ، تكون صخور الريوليت دقيقة الحبيبات (fine-grained) في الأساس .
وبالفعل ، فإنها أينما خمدت (بردت بسرعة فائقة) كانت زجاجية على الأغلب. يشمل الريوليت الزجاجي السّبج (obsidian) وحجر القار (pitchstone) والبيرليت (perlite).
ولأن صخور الريوليت مع ذلك لزجة للغاية ، فهي غالباً ما تحوي بلورات بارزة أو ظاهرة (phenocrysts)– وهي بلورات كبيرة تشكلت بينما تباطأت الصهارة في حجرة البركان الصهارية.
وتهيمن البلورات الظاهرة في بعض الأحيان إلى حد كبير بحيث يمكن للريوليت أن يبدو مثل الغرانيت ، وتكون أرضية الصخر (groundmass) الدقيقة التبلور (microcrystalline) مرئية فقط تحت المجهر تسمى الصخور مثل هذه النيفاديتات (nevadites) .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]